أعلنت مصر عن حزمة مساعدات لدعم الدول الأفريقية في مواجهة أزمة كورونا، وتشمل الاستعداد لتوفير اللقاحات للأفارقة، بالتوازي مع تحقيق الاكتفاء الذاتي منها داخل مصر.
وتعتزم مصر نقل خبرات وتجارب وزارة الصحة المصرية إلى عدة دول أفريقية، خاصة في مجالات إنتاج لقاحات كورونا، وفق ما أكدته هالة زايد وزيرة الصحة والسكان المصرية خلال اجتماعها، الخميس، مع وفد المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في القاهرة.
وأعربت الوزيرة المصرية عن الاستعداد لاستقبال مسؤولي الصحة من دول أفريقيا لتدريبهم على منظومة إنتاج اللقاحات ومنحه للمواطنين.
وتأتي هذه الخطوات المصرية في وقت تعاني فيه أفريقيا من ضربات متلاحقة لمتحور دلتا في عدة بلدان، وبالتوازي مع القصور في توفير اللقاحات المطلوبة لها وابتعاد هدف تلقيح 40 بالمئة من سكان القارة بنهاية العام عن التحقيق.
دعم مصرى لأفريقيا
ويقول مصدر بوزارة الصحة المصرية، إن مواجهة كورونا ليس المجال الوحيد الذي تسعى مصر لمساعدة الدول الإفريقية من خلاله، فهناك مكافحة فيروس سي أيضا.
واشار المصدر في حديث إلى موقع "سكاى نيوز عربية" أن مصر توفر أدوية محلية الصنع للدول الإفريقية التي تُعالج مواطنيها في مبادرة علاج مليون أفريقي من فيروس سي، وتوفر أكثر من 90 مليون جرعة علاجية محلية الصنع للمبادرة، وأبرزها دواء "سوفالدي".
ويتضمن التعاون، وفق المصادر، أيضاً مكافحة الأمراض التي نجحت مصر في القضاء عليها مثل "الملاريا" و"الفلاريا"، وتقديم أدوية أخرى أبرزها الفيتامينات ومضادات الفيروسات المستخدمة في علاج كورونا.
ويشير المصدر إلى أن مصر ستصبح أحد المراكز الرئيسية في تصنيع لقاحات كورونا، وتعتزم بدء تصنيع أكثر من 8 أنواع من اللقاحات بنهاية 2021 وبطاقة إنتاجية ستصل لأكثر من مليار جرعة، وستخصص كمية كبيرة منها للتصدير للدول العربية والإفريقية الشقيقة والصديقة.
مخاطر متحور دلتا
وعلى مدار الأسابيع الماضية شهدت معدلات الإصابة بمتحور دلتا معدلات متسارعة في بلدان أفريقية، ما يجعلها عرضة لطفرة أخرى أو متحور جديد للفيروس المستجد.
وفي صفعة عنيفة لجهود محاصرة الوباء، أعلنت الصحة العالمية أن دول القارة ستحصل على جرعات من اللقاحات، أقل بنسبة 25 بالمئة مما كان متوقعا بنهاية 2021، بسبب إدخال الجرعات المعززة من قبل بعض البلدان.
ودعت المنظمة العالمية، مؤخرا وبشكل متكرر، إلى تأجيل إعطاء الجرعات المعززة حتى نهاية العام لمعالجة التفاوت الحاد في اللقاحات.
ووفق المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر من 3 بالمئة فقط في أنحاء القارة حصلوا على التطعيم، بسبب إعطاء الأولوية للصفقات الثنائية على التضامن الدولي.
عدالة توزيع اللقاحات
ويقول نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية السفير صلاح حليمة، إن الحديث عن التلقيح ب «جرعة ثالثة» قبل حصول 10 بالمئة من سكان العالم على جرعتين أوليتين، تجسيد فج لانعدام العدالة، وهو الأمر الذي طالبت مصر العالم أكثر من مرة للتدخل لحله عبر الأمم المتحدة.
ويوضح نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، مهتم بالتعاون مع دول القارة وتوفير اللقاحات لها فور زيادة نسب التصنيع المحلي بمصر.
ويلفت «حليمة»، إلى أن مصر تخطط أيضا لدعم دول القارة بالمستلزمات الطبية والأدوية المستخدمة في علاج كورونا فور تكوين مخزون استراتيجي منها.
وأبدى نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية تخوفه من حديث بعض العلماء عن أن ضعف نسبة تلقي اللقاحات، سيكون فرصة لانتشار كورونا ومتحوراته الجديدة، أكثر مما كان سيكون عليه الحال مع ارتفاع نسب التطعيم، ما يوجب على دول العالم التعاون بعدالة وشفافية لعبور هذه الأزمة التى يطال خطرها الجميع.