أفشلت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان العراق رابع محاولة لتنظيم داعش الإرهابي لاستهداف المصالح والحياة المدنية داخل مدينة أربيل، عاصمة إقليم كُردستان.

ونشر مجلس أمن إقليم كردستان اعترافات مصورة لخمسة متورطين في التخطيط لتفجيرات وعمليات انتحارية داخل المدينة.

وأظهرت الاعترافات الجديدة شبكة واسعة من المنظمين والمساعدين من أفراد التنظيم، داخل إقليم كردستان وفي بقية مناطق العراق، وحتى في بعض الدول الإقليمية.

الاعترافات التي أدلى بها المُعتقلون الخمسة، أظهرت أنهم كانوا يشكلون مفرزة تنظيمية عسكرية، ويجمعون المعلومات والمواد اللازمة ليكونوا جاهزين لتلقي الأوامر من قادتهم العسكريين.

وأشارت الاعترافات أن المهمة الرئيسية للمجموعة كانت القيام بعدد من التفجيرات في مراكز الأسواق المزدحمة وسط مدينة أربيل في وقت واحد، الأمر الذي قد يُحدث هزة أمنية داخل المدينة، ومن ثم الإقدام على اغتيال عدد من الشخصيات الأمنية والسياسية في المدينة أثناء تفقدها لأماكن التفجيرات أو من خلال ترصدها، وفي الوقت نفسه يتم الهجوم على نقاط السيطرة الأمنية حول مدينة أربيل، عبر عمليات انتحارية.

المُلفت لأنظار المراقبين الأمنيين لهذه الشبكة الأخيرة التي تم تفكيكها، هو صغر أعمار أعضائها، إذ كان قائداها الميدانيان بعمر عشرين عاماً، بينما كان أحد أفرادها دون الثامنة عشرة، ولأجل ذلك حجبت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان العراق صورته.

وكان مُلاحظاً أن أعضاء الشبكة تورطوا في أعمال تنظيم داعش الإرهابي بعد شهور قليلة من تعرفهم وتواصلهم مع شخصيات من التنظيم.

عضو الخلية الداعشية حيدر عبد الوهاب الجحيشي، المنحدر من مدينة الموصل، هو أحد أبناء الجيل الثالث من العائلات التي بايعت تنظيم داعش، فجده كان قد نفذ عملية انتحارية داخل مدينة الموصل، ووالده كان قد قُتل أثناء معارك التنظيم.

لكن أحد معارف والده، الذي كان بدوره عضواً في تنظيم داعش، ويُدعى محسن أبو منهل، طلب من حيدر وابن عمه وأحد أصدقائه ويدعى "كرم" أن يشكلوا مفرزة قتالية وتجهيزها داخل مدينة أربيل، وأوصلهم بقيادي أمني في تنظيم داعش يُكنى "أبو الحارث".

الرئيس الفرنسي في أربيل للمرة الخامسة منذ توليه الحكم

القيادي الأمني الداعشي كان قد أوصلهم بشخصين مرتبطين بالتنظيم من داخل مدينة أربيل، هُما محمد أبو اليقين ومظفر الجبوري. وبذلك صارت مهمة الخلية الأمنية مراقبة وتحديد الأهداف التي خططوا لاستهدافها وشرح ما يحيط بها من مواقع ومراكز أمنية وإدارية.

العضو الآخر القيادي في الخلية، ويُدعى صدام عزيز العديوي، وهو من محافظة ديالى، تعرف عن طريق القنوات الإعلامية لداعش على شخص يدعى أبو مُعاذ الإعلامي، الذي كان مُقيماً في الفترة الأخيرة في تركيا، وعرفه على عضو عسكري وتنظيم فعال يُدعى حِسبة الأنباري، وهذا الأخير كان يُنسق بين مختلف المجموعات، التي ما كانت تعرف بعضها، بل يشكل الأنباري صلة وصل بينها.

مصدر أمني في إقليم كردستان العراق، شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية الآلية التي تم فيها التعرف على هذه الشبكات لتنظيم داعش داخل إقليم كردستان "من خلال التنسيق الإلكتروني واللوجستي مع عدد من الأجهزة الأمنية الداخلية، وبعد متابعة دقيقة لمعظم شبكة تواصل الشخص المنسق في مختلف أعضاء الخلية، تمكنت الأجهزة الأمنية من معرفة مكان تواجد كل أعضائها، ومراقبة تحركاتها واتصالاتها بصمت، منذ شهر يوليو الماضي، إلى أن تمكن من إلقاء القبض عليها كلها دفعة واحدة".

أخبار ذات صلة

تنظيم داعش يظهر "متنكرا" قرب أربيل بالعراق.. فما القصة؟
بـ"تكتيك جديد".. أميركا تعيد حسابات الحرب على "داعش"

 وفي أوائل شهر يوليو الماضي، كانت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان قد فككت شبكة لتنظيم داعش في مدينة أربيل، كانت تتلقى تنسيقاً بين مناطق كركوك والموصل، والقادة الأمنيين في تركيا، ويقودها شخص يدعى سبهان الرفاعي، وكانت تخطط لاقتحام السجون في مدينة أربيل، لإطلاق سراح معتقلي التنظيم.

بعدها بعشرة أيام فحسب، قال بيان لمجلس أمن إقليم كردستان العراق إنه اعتقل أفراد خلية تابعة للتنظيم الإرهابي خططت لشن هجمات انتحارية على أهداف متعددة في أربيل قبيل حلول عيد الأضحى، وإن أحد الأهداف التي خططوا لاستهدافها مبنى محافظة أربيل، من خلال عدد من الانتحاريين.

وفي أوائل شهر أغسطس الماضي، حاولت خلية من تنظيم داعش الإرهابي الهجوم على نقاط تفتيش في منطقة مخمور القريبة من مدينة أربيل، بغية الإيحاء بأنها قريبة من المدينة وتسعى لاستهدافها.