قالت مصادر عسكرية ومدنية إن الشرطة العسكرية الروسية بدأت الأربعاء تنفيذ دوريات في آخر معقل للفصائل المسلحة جنوب غربي سوريا، بموجب اتفاق أوقف هجوما من الجيش السوري بمساندة قوات تدعمها إيران.
وأبرم قادة عسكريون روس الاتفاق في وقت متأخر من مساء الثلاثاء لتجنب حرب عصابات دامية، بعد أن نفذت الفرقة الرابعة في الجيش السوري أعنف قصف يشهده قلب مدينة درعا خلال شهرين من الحصار.
ورفعت القوات الروسية العلم الروسي والعلم السوري داخل درعا البلد، التي كانت مهد الاحتجاجات في سوريا قبل أكثر من 10 سنوات، قبل تعم الاضطرابات أنحاء البلاد وتتفجر حرب دامية.
وقال مفاوضون إن الفصائل المسلحة في المنطقة بدأت بموجب الاتفاق تسليم الأسلحة الخفيفة، بناء على تطمينات بأن الشرطة العسكرية الروسية هي التي ستنفذ الدوريات وتحرس نقاط التفتيش لمنع جماعات مسلحة مدعومة من إيران من الدخول، بما يمنع حدوث عمليات انتقامية.
وقال الجيش السوري إن الاتفاق أعاد أخيرا سيطرة الدولة على منطقة لم تنعم بالأمن منذ فترة طويلة.
وفي 2018، استعادت القوات الحكومة بمساعدة قوة جوية روسية وجماعات مسلحة مدعومة من إيران السيطرة على محافظة درعا، المحاذية للحدود مع الأردن وهضبة الجولان المحتلة.
وبموجب اتفاق سابق توسطت فيه روسيا، سلمت الفصائل المسلحة في درعا الأسلحة الثقيلة، لكن سُمح لها بمواصلة إدارة درعا البلد.
كما قطعت موسكو وعودا لإسرائيل والولايات المتحدة في 2018، بأنها ستكبح جماح القوات المدعومة من إيران حتى لا توسع نفوذها في المنطقة الحدودية الحساسة.
وخلال محادثات أفضت إلى الاتفاق الذي أبرم ليل الثلاثاء، قال مسؤولون في درعا البلد لضباط روس إن أي دخول لجماعات مسلحة حالفت القوات الحكومية خلال الحرب سيؤدي لعلميات انتقامية، بدءا من حملات الاعتقال إلى تنفيذ إعدامات خارج إطار القانون.
وعن الاتفاق الأخير قال أبو يوسف المسالمة، وهو مفاوض من درعا البلد: "على الجيش الروسي أن يلتزم بتعهداته بمنع الميليشيات الإيرانية من التغول وقتل الناس وتهجيرهم".
والأربعاء نددت وزارة الخارجية الأميركية بما وصفته بـ"هجوم عديم الرحمة نفذه نظام الأسد على درعا، وأدى إلى مقتل مدنيين ونزوح الآلاف".
وقال سكان ومسؤولون محليون إن أغلب سكان درعا البلد، وعددهم نحو 50 ألفا، فروا بعد قصف استمر لأسابيع منع خلاله الجيش دخول الغذاء والدواء والوقود، لكنه فتح ممرا للمدنيين للمغادرة.
وتمكنت القوات الحكومية من استعادة زمام الأمور في مواجهة الفصائل المسلحة، في الحرب التي تدخلت فيها روسيا لصالحها عام 2015، ومنذ ذلك الحين تمكن الجيش من استعادة السيطرة على نحو 70 بالمئة من البلاد.