تشهد الساحة السياسية الليبية جدلا جديدا، بعدما قرر مجلس النواب عقد جلسة لاستجواب الحكومة، التي سيتخلف رئيسها عن حضورها.
وأرجع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عدم حضوره الجلسة، المقررة الاثنين المقبل، إلى إنه سيكون في زيارة خارجية خلال يوم الجلسة، مردفا أنه مستعد للاستجابة للبرلمان وأعضائه في أي وقت، لكنه "يستغرب محاسبة الحكومة قبل صرف الميزانية العامة لها".
وأضاف الدبيبة أنه سيعلن "خطة إنعاش أو إنقاذ" اقتصادي، تستهدف تمويل المشروعات التنموية المتوقفة منذ فترة، مردفا أن هذه الخطوة "تتوافق مع القانون"، وذلك في ظل عدم اعتماد مجلس النواب لمشروع الميزانية.
وجاء حديث الدبيبة بعد ساعات قليلة من تصريح صحفي لرئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، قال فيه إن المجلس قد ينظر في مسألة سحب الثقة من الحكومة إذا لم تحضر جلسة الاستجواب، التي تستهدف مراجعة أعمالها.
وانتقد عقيلة أداء الحكومة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسات، وتوفير متطلبات المواطنين من الغذاء والدواء والكهرباء، والمصالحة الوطنية، والاستعداد للانتخابات"، لافتا إلى أن "مجلس النواب سيقرر بقاء حكومة الدبيبة أو رحيلها بعد الاستماع إليها".
وتطرق رئيس مجلس النواب إلى أهمية فتح ملف تعيين وزير دفاع للبلاد، حيث يتولى المنصب حاليا الدبيبة، منوها بأن المجلس الأعلى للجيش هو المجلس الرئاسي، وبما أن "الجيش منقسم، فإن الجهة الوحيدة القادرة على توحيده هي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)".
ويرى الباحث بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا عمر حمدين أن الأزمات التي تعاني منها البلاد من انقطاع للكهرباء واستمرار نقص السيولة النقدية، إضافة إلى تأخر الرواتب ومشكلات المياه والأدوية المتكررة، والتي شحنت الأجواء بين الحكومة ومجلس النواب، مشكلات استخدمتها أطراف خارجية لفرض أمر واقع على الليبيين.
ويشير حمدين إلى أنه لم يتبق على الانتخابات سوى شهور معدودة، وهناك من يريدون أن يمرروا رؤيتهم الخاصة لمستقبل ليبيا ويضغطون لإبقاء أشخاص بأعينهم في السلطة، في إشارة إلى جماعة الإخوان.
وبالمثل، يخشى المحلل السياسي الليبي الطيب بوعجيلة من أن تتسبب تلك "الأزمة" في عرقلة المسار السياسي في البلاد، والذي من المقرر أن يفضي في النهاية إلى انتخابات عامة في موعدها 24 ديسمبر المقبل.
وما يزيد هذه التخوفات "عدم اتخاذ خطوات جادة" من أطراف كثيرة من أجل الوصول لهذا الهدف الذي لم يتبق عليه سوى 4 أشهر.
وحذر بوعجيلة من استفادة جماعة الإخوان مما يحدث، إذ تعلم أنها ستغادر المشهد تماما في حال إتمام الانتخابات، حيث لن يبقل بهم الشعب مجددا في دوائر السلطة.