خلف إجلاء المصريين من أفغانستان، مؤخرا، ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تصدّر ترند "#شكرًا_صقور_المخابرات" التغريدات القصيرة على موقع "تويتر".

وكانت مصر قد نجحت، الاثنين، في إجلاء الجالية المصرية من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان عليها في 16 أغسطس 2021.

توجيهات رئاسية

ووصلت طائرة عسكرية إلى قاعدة شرق القاهرة الجوية، بعد توجيهات للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بتذليل العقبات لعودة الجالية المصرية والبعثة الأزهرية في أفغانستان.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي نجحت فيها مصر في الحفاظ على حياة أبنائها في الخارج، تأكيدًا لتصريحات السيسي، بأن أيادي مصر تحمي أبناءها في جميع أنحاء العالم.

ونجح الرئيس السيسي في إرسال رسائل طمأنينة للمصريين بشأن الحفاظ على حياتهم في عديد من المناسبات أبرزها؛ المصريين الأقباط العائدين من ليبيا للدفن في مصر؛ وأيضًا المصريين العالقين في الصين إزاء انتشار فيروس كورونا في إقليم ووهان الصينية، وآخرها إجلاء المصريين من أفغانستان.

وغرد المتفاعلون على حساباتهم في "تويتر": "إحنا اللي بنجيب ولادنا بسرعة وبدون هيصة" (نحن نجلب أبناءنا بسرعة بدون ضجيج)، كما كتبوا "مصر العظمى تحمي أولادها فوق أي أرض وتحت أي سماء"، "أينما كنتم وجدناكم"، "هم حولك وأنت لا تدرين".

وفي هذا السياق؛ وصف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، هذا الإجراء بـ"العظيم"، مشيرًا إلى أنه كان يومًا عظيمًا في تاريخ مصر، كونه أشعر المصريين بأن بلادههم ونظامهم يحمونهم في أي مكان في العالم.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية": "ذلك الفكر لم يكن يوجد في مصر من قبل؛ فاليوم خروج طائرة عسكرية من القاهرة إلى كابل يُعّد إنجازًا كبيرًا".

نجاح مصري

وأشاد فرج بالقرار الرئاسي وبتعاون عدد من المؤسسات المصرية لتحقيق هذا الإنجاز؛ مؤكدًا أنَّ تعاون مؤسسة الرئاسة المصرية، ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع والمخابرات العامة والقوات الجويّة المصرية ساهم في تحقيق هذا الإنجاز بالشكل الذي رأيناها على شاشات التلفاز أمس.

وعن تفاصيل الخروج من القاهرة إلى كابل حتى الرجوع إلى القاهرة مرة أخرى؛ قال إنَّه كي تصل إلى مطار كابل يجب على أي بعثة أجنبية المرور بثلاثة محاور أولّهم التنسيق مع حركة طالبان، ثم التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية في المناطق التي تسيطر عليها.

 واستطرد "بعد التنسيق مع الأمريكيين، يجب أن يُعاد تموين الطائرة مرة أخرى، ولأن مطار كابل لا يوجد به تموين للطائرات في الوقت الحالي؛ لذلك فأثناء رحلة العودة كان لا بد من الهبوط في أحد المطارات لإعادة تموين الطائرة العسكرية مرة أخرى.

وعن صعوبة إجلاء الرعايا؛ أكّد أن الموقف كان بالفعل صعبًا؛ ولكن مع تكاتف مؤسسات الدولة المصرية والنجاح في هبوط طائرة مصرية عسكرية داخل مطار كابل في ظل الازدحام الذي يشهده المطار لإجلاء رعايا الدول الأخرى؛ وأنّ كل 10 دقائق على الأرجح تهبط طائرة؛ فذلك يُعّد إنجازًا بالمعنى الحرفي للكلمة، خصوصًا في ظل وجود 95 جالية أجنبية في كابل.