كشف وزير التربية والتعليم المصري، الدكتور طارق شوقي، عن تلقي الوزارة نحو 215 ألف تظلم متضمنا مليون و94 ألف ورقة امتحان، وذلك خلال ساعة واحدة من فتح باب التظلمات لطلاب الثانوية العامة، موضحا أن هذه التظلمات شملت 118 ألف طالب ناجح و67 ألف طالب دور ثان، و30 ألف راسب.

وبحسب العديد من خبراء التعليم، فإن أعداد التظلمات بنتيجة الثانوية العامة المصرية غير مسبوقة على الإطلاق، ويوضح دكتور محمد رمضان، مدير المركز القومي للامتحانات بوزارة التربية والتعليم أن أعداد التظلمات كبيرة جدا، مؤكدا في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية: "لم نتوقع بالكنترول كم التظلمات التي تقدمت عبر موقع "التظلم" الذي أعلن عنه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك

سهولة الإجراءات

ويوضح مدير المركز القومي للامتحانات، أن سبب كثرة أعداد التظلمات هذا العام يعود لعدة أسباب أهمها أن النظام الذي اتبع في الامتحانات جديد، أيضا فإن الوزير قرر أن تكون التظلمات مجانا إلكترونيا، مما جعل الجميع يقبلون على التظلمات لسهولتها، فأصبحت بدون رسوم أو ذهاب للبنك بالساعات. 

وقائع نصب

كما نفى مدير المركز القومي للامتحانات ما أثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتغيير النتائج من وقت إلى آخر، مؤكدا أنه يأمل بأن يثبت شخص أن الوزارة قامت بتغيير درجاته منذ الإعلان عن النتيجة وحتى تلك اللحظة، مشددًا على أن وقائع النصب التي شهدتها الوزارة هذا العام لم تحدث من قبل.

وتابع دكتور رمضان في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية: "الوزارة تلقت وقائع من أولياء أمور قاموا بدفع مبالغ طائلة كي يحصلون على الامتحان قبل موعده بـ 12 ساعة ومن يدفع أقل يحصل على الامتحان قبله بساعتين ولكن الوزارة كانت حريصة كل الحرص على كشف تلك الوقائع، وأنه لم يتم تسريب كلمة من الامتحانات هذا العام".

ويشير مدير مركز الامتحانات بأنه ما زال الأشخاص يحتالون على الطلاب بحجة أنهم يستطيعون تغيير النتائج، وهذا أمر مستحيل تماما.

رعب التصحيح الإلكتروني

ونوه مدير المركز إلى أن الرعب من التصحيح الإلكتروني جعل الطلاب في حالة هلع، وباتوا يتشككون في النتائج، على الرغم من أن التصحيح هذا العام اختلف عن كل عام، حيث تم إلكترونيا ويدويا في آن واحد، مع الاعتماد على فرق مختلفة، وعند تطابق التصحيح اليدوي والإلكتروني يتم اعتماد النتائج.

وتابع رمضان: "على العكس فمن المحتمل أن يخطأ عالم الرياضيات عند حل مسألة ما كالخطأ في عمليات الضرب أو القسمة، إنما الكمبيوتر استحالة حدوث خطأ بالنتائج الخاص به". 

الوضع غير مهيأ

في السياق ذاته، أكد دكتور محمد عبد السلام أستاذ التربية بجامعة الأزهر في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية أنه كان من المتوقع زيادة أعداد تظلمات النتائج عن كل عام، لأن طالب دفعة "التابلت" هذا العام كان غير مهيأ لنموذج الامتحانات.

وأوضح أستاذ التربية أن غياب الحضور وعدم التزام الطلاب بنماذج امتحانات الوزارة الشهرية تسبب في حدوث تلك الأزمة وكم التظلمات التي تشهدها الوزارة حاليا في عدد غير مسبوق من قبل.