مشهد مؤثر وحزين، جسده انهيار والد الشاب الجزائري جمال بن إسماعيل، عندما رأى "جدارية" لتكريم ابنه المقتول "ظلما" قبل أسابيع.
وتعرض الشاب الجزائري جمال بن اسماعيل للتعذيب ثم القتل، بطريقة وحشية، من قبل مجموعة كبيرة من الأشخاص الغاضبين، ظنا منهم بأنه متورط في حرائق الغابات التي اشتعلت بولاية تيزي وزو بالجزائر.
قصة مقتل جمال أثارت الرأي العام الجزائري كله، وأثارت نقاشا في وسائل التواصل الاجتماعي، حول التحريض على الأشخاص والآثار الكارثية المترتبة على ذلك.
هذه الآثار هي التي شهدتها الجزائر بهذه القصة، وكيف انتهت برحيل فنان شاب سافر من بلدته مليانة ليطفئ حريقا بولاية أخرى، ليعود إليها هو جثة محترقة.
ورغم إلقاء القبض على المتهمين في حرقه وبث اعترافاتهم، ورغم الاعتذارات التي وصلت إلى أسرة جمال، فإن اسمه أصبح رمزا في مدينته مليانة، إذ كرمه أصدقاؤه وعدد كبير من أهل المدينة برسم جدارية له في الشارع العام.
وبهذه المناسبة قرروا مفاجأة أسرته بها وأقاموا حفلا رمزيا لإزاحة الستار عنها أمام والده، الذي انهار باكيا وكذلك بكى آخرون من الحضور، وتصدر هذا المقطع جميع مواقع التواصل الاجتماعية في الجزائر.
وكتب شاب جزائري على موقع تويتر: "الله يرحمه.. توفي ليحيي فينا الوطنية والتضحية وحب الآخر والعطاء والتضامن ربي يصبر أهله".
وكتب شاب اسمه فؤاد: "لولا طيبته ونيته الصافية وحبه للخير لما كان الناس الآن بكل هذه الجموع يكرمونه ويذكرونه بالخير.. الله يرحمه".
وغرد أنيس على تويتر: "خطوة جميلة من الرسام الذي صنع هذا العمل الفني الجميل لكن لا تنسوا المطالبة بحقه واخذ الحق العادل من كل شخص شارك في هذه الجريمة الشنعاء ومن وقف وراء الستار".
ودعا والد الضحية المواطنين إلى "التعقل وعدم الانجرار وراء أبواق الفتنة"، وطالب السلطات الجزائرية بالإسراع في تسليم جثمان ابنه من أجل دفنه.
ويتحدر إسماعيل من مدينة مليانة بولاية المدية (80 كم غرب العاصمة)، وهو فنان موسيقي، وقال سكان مدينته إنه انتقل إلى منطقة الحرائق، الأربعاء الماضي، لتقديم المساعدة للأهالي في إخماد النيران.