في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على قدم وساق لإجلاء مواطنيها والأفغان الذين ساعدوها من كابل، بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، اضطرت عمليات الإجلاء تلك للتوقف، بسبب الازدحام الشديد الذي شهدته قاعدة العديد الأميركية في قطر، حيث واجهوا ظروفا صعبة في انتظار نقلهم إلى الأراضي الأميركية.
وكشف تقرير لصحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، الصعاب التي واجهها الأميركيون والأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابل، في قاعدة العديد بقطر، حيث احتشد الآلاف منهم.
وذكر التقرير أنه عندما أقلعت الطائرات العسكرية الأميركية من مطار حامد كرزاي في كابل هذا الأسبوع، توجهت مباشرة إلى قاعدة العديد الجوية في الدوحة، حيث يتواجد موظفو الجمارك وحماية الحدود الأميركية.
واضطرت رحلات الإجلاء من كابل إلى التوقف لعدة ساعات صباح الجمعة، لأن القاعدة الجوية وصلت إلى طاقتها الاستيعابية. وقد وثقت لقطات مصورة في الأيام الأخيرة، آلاف اللاجئين الأفغان المحتشدين في العديد، وهم يشكون سوء الوضع، مع عدم وجود أية مرافق أو حتى دورات مياه.
وأوضح مصدر لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، أنه أصبح بالإمكان استئناف رحلات الإجلاء، بعد ظهر الجمعة، بعد أن أعلنت البحرين تسهيل عملية الإجلاء، من خلال إتاحة المجال أمام الرحلات الجوية للاستفادة من موقع المملكة كنقطة مرور، وصولا إلى الوجهات النهائية المقرر لها.
كما أعلنت دولة الإمارات، الجمعة، موافقتها على استضافة 5 آلاف من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى.
وذكر تقرير صحيفة "نيويورك بوست"، أن المسؤولين الأميركيين في نقاط الوصول المؤقتة لمن يتم إجلاؤهم، يعملون على مدار الساعة للتحقق من وثائق المواطنين الأميركيين وفحص الأفغان قبل السماح لهم بالسفر إلى الولايات المتحدة.
وبمجرد تخليصهم من قبل موظفي الجمارك، يتم نقل الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى القواعد العسكرية في الولايات المتحدة.
المحطة الأولى للكثيرين هي قاعدة فورت لي العسكرية في فرجينيا، والتي استقبلت بالفعل الأفغان المؤهلين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة منذ أواخر يوليو.
وكشفت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن فورت ماكوي في ولاية ويسكونسن، وفورت بليس في تكساس، ستستخدم أيضا مع تكثيف عمليات الإجلاء.
وبمجرد وصولهم إلى القواعد، يتعين على اللاجئين الخضوع للفحص الطبي والالتزامات الإدارية الأخرى.
وكان مجلس النواب قد أقر تشريعا في يونيو لتسريع عمليات الإجلاء، التي سمحت للأفغان بالفرار إلى الولايات المتحدة، بتأشيرات الهجرة الخاصة، ويمكن أن يخضعوا لفحوصات طبية في غضون 30 يوما من وصولهم، بينما كان في السابق يتعين فحص المؤهلين للحصول على التأشيرة قبل مغادرة أفغانستان.
واضطرت وزارة الخارجية هذا الأسبوع إلى إلغاء خطة انتقدت على نطاق واسع، لفرض رسوم على المواطنين الأميركيين بقيمة ألفي دولار أو أكثر، مقابل رحلات الإجلاء من كابل.
وأثار السعر الباهظ غضب وسائل التواصل الاجتماعي، الخميس. وعقب ذلك قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان أرسل إلى "واشنطن بوست": "في هذه الظروف الفريدة، ليس لدينا أي نية لطلب أي تعويض من الفارين من أفغانستان".