في مؤشر على زيادة الحساسية تجاه اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، وبعد أيام قليلة من أعمال العنف التي طالت منازلهم ومحالهم التجارية في العاصمة أنقرة، قام جمهور أحد النوادي الرياضية الأكثر شهرة في البلاد بترديد شعار موحد مناهض لملايين اللاجئين السوريين في تركيا "لا نريد لاجئين سوريين في بلادنا"، مما أثر ضجة وفزعا في أوساط اللاجئين السوريين المنتشرين في مختلف أنحاء تركيا.

وقبل بداية المباراة الافتتاحية للدوري التركي الممتاز 2021-2022، بين نادي بيشكتاش وريزه سبور، حيث يُعتبر الأول النادي الثاني على مستوى البلاد من حيث الجماهيرية، بعد نادي غلطة سراي الشهير، بدأت هتافات تتعالى من مختلف أنحاء المعلب، تطالب بترحيل السوريين من تركيا، بالإضافة لشعارات قومية تركية، مع موجات من الصفير والتصفيق الموحد.

وتكرر الأمر نفسه أثناء الوقت الفاصل بين الشوطين، وحتى أثناء مرحلة الخروج من الملعب في الشوارع القريبة.

الظروف الاقتصادية

الناشط والباحث التركي إمرى صالجي، شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية خصوصية ما جرى ليلة أمس: "من حيث المبدأ، فأن جمهور نادي بيشكتاش يُعتبر من أكثر جماهير تركيا ميولا للنزعة القومية التركية".

أخبار ذات صلة

"أحداث أنقرة" تدق جرس إنذار حول وضع السوريين في تركيا
أتراك يهاجمون ممتلكات سوريين في أنقرة بعد مقتل شاب

ويضيف صالجي في حديثه مع سكاي نيوز عربية: "لكن ذلك ليس العامل الوحيد في الأمر، بل فقط عوامل مساعدة، فجماهير هذه الأندية لم تطلق مثل هذه الشعارات طوال السنوات الماضية. حقيقة ثمة احتقان شعبي تجاه اللاجئين السوريين، ناجم عن قلة فرص العمل وزيادة البطالة والحساسية من الغرباء، وأشياء تفصيلية متراكمة تتعلق ببنية المجتمع التركي".

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد شهدت قبل أيام حوادث عنف تجاه المنازل والمحال التجارية السورية، بعد مقتل شاب تركي على يد شخص سوري. الاعتداءات التي استمر طوال ليلة الأربعاء-الخميس الفائتة، طالت أكثر من 400 منزل ومحل تجاري، بما في ذلك العشرات من السيارات المملوكة للسوريين في منطقة "بطل غازي" وسط العاصمة أنقرة.

ويقيم قرابة 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، بموجب أوراق إقامة مؤقتة، يحصلون بموجبها على بعض الخدمات الصحية والتعليمية.