بعد 23 يوما من مغادرتها قناة السويس، وانتهاء أزمة احتجازها لمدة 3 شهور، تعود سفينة الشحن العملاقة "إيفر غيفن"، الجمعة، لعبور القناة المصرية، وذلك في رحلة جديدة لها من ميناء روتردام الهولندي إلى شرق آسيا.

وقالت مصادر ملاحية في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، إن السفينة "الجانحة" ستدخل القناة، من قافلة الشمال، وهو الاتجاه المعاكس لقافلة الجنوب التي جنحت السفينة في مياهها قبل شهور وتسببت في توقف حركة الملاحة بالقناة 6 أيام، قبل تعويمها.

وتوضح المصادر المصرية، أن وحدتين بحريتين تابعتين لقناة السويس سترافقان السفينة العملاقة من أجل إرشادها وسط ظروف مناخية مستقرة، بخلاف الظروف التي جنحت بسببها في مارس الماضي.

خطط الأمان الملاحي

وكشف تقرير حكومي، اطلع موقع سكاي نيوز عربية على نسخة منه، نتائج الدراسات التفصيلية التي أجرتها هيئة قناة السويس لمشروع التطوير الذي يهدف إلى زيادة درجة الأمان الملاحي للقطاع الجنوبي.

وانتهت الدراسات، بحسب التقرير الحكومي، إلى أن مشروع التطوير سيخفض سرعة التيارات المائية البحرية في القطاع الجنوبي بنسبة تصل إلى خُمس الوضع الحالي، وتعد هذه النسبة أحد عناصر الأمان الملاحي لحركة السفن بالمجاري المائية.

وتفيد تقارير قناة السويس بوجود ارتفاع المد في القطاع الجنوبي للقناة يُقدر بنحو 1.9 متر، ما يتسبب في وجود تيارات بحرية في المنطقة ما بين خليج السويس والبحيرات المرة.

أخبار ذات صلة

ماذا يعني انضمام الكراكة "حسين طنطاوي" لأسطول قناة السويس؟
بالأرقام.. ميزانية تعويم "إيفر غيفن" في قناة السويس

عبور آمن للسفن

ويشير التقرير الحكومي إلى أن أحد مستهدفات تطوير القناة هو زيادة المسطح المائي من الأعلى بإضافة 40 مترا إضافية على المساحة الموجودة حاليا، وتبلغ 292 مترا، وبما يزيد من العرض في أعلى القناة إلى 332 متر، ونحو 167 مترا كعرض للقناة في المسافة بين ضفتيها الشرقية والغربية في القطاع الجنوبي.

وأوضح التقرير أن قناة السويس تستهدف أيضا من المشروع تقليل حدة المنحنيات في هذا المسار، عبر تعميق المجرى الملاحي الجنوبي بثلاثة أمتار إضافية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في غاطس السفن بالسنوات الماضية، وزيادة مساحة القطاع المائي، بما يسهل العبور الآمن للسفن.

ويُقدر التقرير الحكومي التحسن الطارئ أو الزيادة في هامش الأمان الملاحي لقناة السويس بعد التطوير بالقطاع الجنوبي بنحو "الثلث"، أو 28 بالمئة من الهامش الحالي، بما يدعم قدرة الهيئة في مواجهة أي أزمات مستقبلية، مثل الجنوح السابق للسفينة البنمية إيفر غيفن.

شريان التجارة العالمية

ويقول اللواء بحري حسين جميل هرميل، الخبير البحري ورئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية الأسبق، إن نجاح مصر في إنهاء أزمة جنوح السفينة إيفر غيفن في 6 أيام فقط سيدفعها لإنجاز عملية التطوير في مدى زمني أقل من المستهدف.

وأضاف هرميل في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، أن خطط تطوير المجري الملاحي تهدف لتدعيم الأماكن التي تحتاج تقوية ومن المقرر أن يستمر التطوير حتى عام 2023.

ووفق الخبير البحري فإن الكراكتين حسين طنطاوي ومهاب مميش المنضمتين حديثا لأسطول الهيئة، سيكون لهما دور هام في مشروعات التطوير وضمان العمق الآمن لمرور السفن.