احتفل سكان دارفور بغرب السودان بتنصيب مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان؛ الموقعة على اتفاق السلام في أكتوبر الماضي؛ حاكما للإقليم الذي تبلغ مساحته 493 الف كيلومتر مربع ويغطنه نحو 6 ملايين نسمة يعيش حاليا أكثر من نصفهم في مخيمات للنازحين في ظل ظروف أمنية وإنسانية بالغة التعقيد، بعد حرب استمرت اكثر من 17 عاما.
ويعتبر الأمن ورتق النسيج الاجتماعي من أكبر التحديات التي تواجه مناوي؛ حيث يجيء تنصيبه في وقت تشتد فيه الأزمات الأمنية والأهلية في الإقليم. وعلى الرغم من توقيع اتفاق السلام لا تزال أعمال القتل والنهب تجتاح معظم مناطق الإقليم، مما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص خلال الأشهر العشرة الماضية.
في كلمة ألقاها أمام حشد كبير في مدينة الفاشر عاصمة الإقليم وبحضور عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني؛ نادي مناوي بالمصالحة العامة والتخلص من مرارات الماضي؛ مشيرا إلى أن ذلك لن يتم الا بتحقيق العدالة وترسيخ ثقافة حب الوطن.
وأعلن مناوي تدشين الترتيبات الأمنية التي تبدا بالقوة المشتركة لحماية المدنيين، ثم الاندماج والعمل معا ووقف نزيف الدم؛ مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد للانتقال للمرحلة الديمقراطية.
برنامج مرحلي
وكشف مناوي عن ملامح برنامج حكومته؛ معلنا عن فتح الحدود للتجارة بين إقليم دارفور ودول الجوار. وقال إن اولويات فترة حكمه للإقليم تقوم على خلق أرضية تستوعب المشاريع التنموية والخدمية التي تجذب اللاجئين والنازحين والمستثمرين، بجانب التواصل مع المجتمع الدولي والمانحين.
وأعلن تدشين عدد من المشروعات الخدمية والتنموية في الإقليم كاشفا تنفيذ مشروعات خدمات المياه والكهرباء وترقية وتطوير التعليم بدارفور.
تحديات كبيرة
يواجه إقليم دارفور الذي اندلعت فيه حرب أهليه في 2003 وقتل وشرد فيها اكثر من 4 ملايين شخص؛ تحديات كبيرة أبرزها وقف حمام الدم والاقتتال الإهلي في ظل خلافات إثنية عميقة، وانتشار كبير للسلاح الذي يقدر عدده بأكثر من مليوني قطعة.
ويعتبر تنفيذ بند الترتيبات الأمنية المنصوص عليه في اتفاق السلام؛ واحدا من المعضلات الكبيرة. وقالت 5 من الحركات الموقعة إن عدم تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية يهدد بنسف العملية السلمية ويعيد البلاد إلى مربع الحرب من جديد.
ويشير مراقبون إلى وجود ثغرات في الاتفاق، مما أدى إلى عمليات تحشيد وتجنيد وبيع واسع للرتب أربكت المشهد الامني كثيرا خلال الاشهر الماضية.