كشفت مصادر مطلعة، عن وقوع انفجار ضخم جنوب مدينة الزاوية الليبية، والمرتبط بصراع بين ميلشيات تنشط في المنطقة الغربية الليبية، الساعية إلى بسط المزيد من هيمنتها على بعض أجزاء الطريق الساحلي، الذي يمتد على طول البلاد.
وقالت المصادر، لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه جرى تفجير محل للمواد الغذائية في منطقة بئر سردين، مملوك لشقيق أحد قادة ميلشيات معمر الضاوي، التي تنشط في منطقة ورشفانة (جنوب غرب طرابلس)، مردفة أن أصابع الاتهام موجهة إلى ميلشيات الزاوية، حيث دخل الطرفان في مناوشات مسلحة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضحت المصادر أن الطرفين يتصارعان إثر خلافات تتعلق بـ"تهريب الوقود"، حيث أوقفت مجموعات ورشفانة سيارات لتهريب الوقود قبل أيام تابعة لميلشيات الزاوية، وذلك في بوابة حيوية بالطريق الساحلي يبسطون سيطرتهم عليها، وسعت ميلشيات الزاوية إلى تضييق الخناق عليها، لترد اليوم بتلك العملية "الانتقامية".
وجاء هذا التفجير، بعد ساعات قليلة من مساعي بذلتها حكومة الوحدة الوطنية لتفادي تصعيد المواجهات، حيث اجتمع رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بعدد من أعيان الزاوية، الذين نقلوا له ما جرى من "أحداث أمنية" على الطريق الساحلي، في الجزء الرابط بين مدينتهم وطرابلس، وتوصياتهم لمنع تكرارها.
وطلبت الحكومة من الأعيان التدخل لكبح جماح ميلشيات الزاوية، التي تتوعد حاليا باجتياح ورشفانة، وتكرار ما ارتكبوه في العجيلات، منتصف يونيو الماضي، حيث شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين مجموعة مسلحة من الزاوية تتبع محمد سالم بحرون الملقب بـ"الفار"، ومجموعة أخرى تتبع محمد بركة الملقب بـ"الشلفوح" الموالي لجهاز دعم الاستقرار، وأسفرت عن مقتل عدد من المسلحين وأضرار مادية أخرى وأعمال انتقامية، من بينها حرق المنازل.
ويحذر مراقبون من تكرار ما جرى من انتهاكات في العجيلات، فيقول المحلل السياسي الليبي فرج شبير إن ميلشيات الزاوية أقدمت على حرق بيوت المواطنين، الذين لا علاقة لهم بما يحدث، وسيطرت على مرافق حيوية تتبع مؤسسات الدولة.
وأضاف أن أفراد الميلشيات في حروبهم تلك لا يتورعون في "استباحة" بيوت الآمنين، وهو ما حدث في العجيلات، ونهبت ممتلكات عامة وخاصة، وتعرض بعضها للحرق والتدمير، مردفا أنه لا يمكن بقاء أو استمرار حالة الفوضى تلك، والجرائم التي ترتكب، ولا يفعلها حتى "الجيوش المحتلة" في دول أخرى.
الميليشيات لضرب الانتخابات
ويفسر الباحث السياسي الليبي محمد قشوط ما يحدث من في طرابلس والمنطقة الغربية خلال الفترة الحالية، والتهديد بحرب بين المليشيات قد تندلع في أي لحظة، بأنه يأتي في إطار "التأثير على خطة تأمين المراكز الانتخابية وضمان سلامة المواطنين".
وأضاف قشوط: "الطريق إلى موعد الاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر المقبل مازال محفوفا بالمخاطر، ومزدحم بالمطبات والمفخخات، فكلما اقترب الموعد ازدادت محاولات خلط الأوراق من أطراف معلومة بالاسم، ومتأكدة من انعدام شعبيتها وتضائل حظوظها في أن تحقق مكاسب عبر الصندوق، فهذه المرة القرار سيكون لشعب والشعب قد اختبر وبات مدركا لحقيقة هذه الأطراف التي يتصدرها تنظيم الإخوان بشكل رئيسي".
وسبق أن عبر قياديون في تنظيم الإخوان الإرهابي عن رفضهم لإجراء الانتخابات العامة في ديسمبر، وبالتحديد مسألة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وسعوا إلى ترويج مقترحات غرضها تعطيل المسار السياسي، ومنها الدعوة إلى الاستفتاء أولا على مشروع الدستور.