يتواصل استهداف أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية في العراق، فيما كشفت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية، الخميس، أن أعمال تخريب عدائية طالت الخطوط الناقلة للكهرباء، في كل من محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى.
وبحسب بيان الشركة فإنه "لليوم الثاني على التوالي، ثمة أعمال تخريب عدائية جديدة تستهدف الخطوط الناقلة في محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى، وخلال الـ 48 ساعة الماضية تم تفجير 13 برجاً".
وأوضح البيان أن أعمال التخريب قامت باستهداف مباشر للخطوط الناقلة بين محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى بخمسة تفجيرات ممنهجة وفي توقيت واحد".
وأردف البيان "في محاولة يائسة من قبل العناصر التخريبية لإطفاء المنظومة الكهربائية الشمالية، بشكل تام وعزلها عن المنظومة الوطنية، تستمر حرب الأبراج واستهداف خطوط نقل الطاقة الكهربائية، حيث أخذت تتوسع لتشمل جميع المحافظات الشمالية بتفجيرات ممنهجة وعدائية في غضون الـ48 ساعة الماضية.
وأوردت الشركة أن هذه الأعمال تستهدف قدرات وإمكانات الشركة واستنزاف بنيتها التحتية، والذي يعمد منفذوه لايذاء المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة".
وبات الاستهداف الممنهج لشبكات إنتاج الطاقة الكهربائية وخطوط الامداد والتغذية بها، ظاهرة لافتة هذا الصيف، في مسعى من قبل الجماعات الإرهابية وفي مقدمها تنظيم داعش، لتأزيم الاوضاع في البلاد أكثر مما هي متأزمة.
وقد أدت هذه الاستهدافات إلى تراجع حاد في ساعات إمداد المواطنين بالكهرباء، وهي قليلة أصلا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وما ينجم عنه من ارتفاع هائل في الطلب على الكهرباء خاصة لتشغيل مكيفات الهواء.
يقول مصدر سياسي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، "نعم الدواعش الإرهابيون متورطون ولا شك، في هذه الهجمات المنظمة على أبراج الطاقة الكهربائية وخطوط نقلها، لكن ثمة جهات أخرى متورطة، وليست بالضرورة كافة عمليات الاستهداف من قبل تنظيم داعش وفقط".
ويتابع المصدر السياسي "ليس خافيا أن تتزامن هذه العمليات التخريبية والإجرامية، بحق كل مواطن عراقي عبر حرمانه من الحق في التمتع ولو بساعات تجهيز كهربائية قليلة، وسط هذا الجو اللاهب حيث الحرارة تصل لما فوق 50 درجة، مع قرب موعد الانتخابات".
وأورد المصدر أن العمليات تهدف للتأثير في مزاج الناخبين وفي تعميم الفوضى والتذمر واليأس في البلاد، وجعل هم المواطن الأول هو التفكير في قضايا الحياة يومية كشح الكهرباء، بحيث تختلط الأوراق وليتم إيصال رسالة مفادها، أن الوضع البائس في العراق سيما الخدمات، سيبقى كما هو لا بل ويزداد تخلفا وتدهورا".
المواطنون العراقيون: سئمنا
المواطن العراقي سرمد العزاوي، يقول في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، "سئمنا كعراقيين من هذه الحلقة المفرغة، التي ندور فيها من الظلم والحرمان والعوز، وانعدام أبسط الخدمات والحقوق الإنسانية".
وأضاف سرمد "تصوروا كيف يمكن تحمل العيش في ظل درجات حرارة تعتبر الأعلى حول العالم خلال الصيف، في ظل شح الكهرباء الحاد، وفوق ذلك يتم استهداف النزر اليسير الذي يصلنا من الطاقة الكهربائية، في محاولة لحرماننا تماما من الكهرباء".
وأردف "لا يمكننا تشغيل المكيفات مثلا، فنلجأ لتشغيل المراوح لكنها لا تجدي نفعا بل تزيد الجو حرارة كونها تعيد تدوير الهواء الحار وتوزيعه، وثلاجاتنا المنزلية لا تعمل إلا لساعات قليلة، مما يجعلنا عرضة للتسمم ولمختلف الأمراض، من جراء فساد ما نخزنه من طعام وشراب في ثلاجات بلا كهرباء وهلم جرا، فيومياتنا كلها عناء وشقاء".
ويعاني العراق طيلة العقود المنصرمة من عجز بالغ في توفير الطاقة الكهربائية، خاصة خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يزداد الاستهلاك والطلب عليها، لدرجة أن أوقات تزويد المواطنين بها تتقلص لساعات قليلة جدا خلال اليوم.
وبحسب الخبراء في قطاعات الطاقة، فإن العراق يحتاج على الأقل إلى ضعف إنتاجه الحالي البالغ أقل من 20 ألف ميغاوات من الكهرباء، كي يتمكن من حل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية الحاد.
ووفق تقديرات وزارة الكهرباء العراقية، فإنه يجب رفع سقف إنتاج الطاقة الكهربائية على الأقل إلى نحو 30 ألف ميغاوات، كي يتمكن العراق من تأمين الكهرباء على مدار الساعة.