تعيش مدينة سبها الليبية حالة من المأساة، بسبب التفشي السريع لوباء كورونا، مما نتج عنه دخول عدد من الحالات مراكز العزل بالمدينة واستهلاك كميات كبيرة من الأكسجين.
وقال المجلس البلدي لمدينة سبها، في بيان له، إنه يتابع بكل أسف، الوضع الوبائي داخلة بلدية سبها وما تعيشه المنطقة من التفشي السريع لوباء كورونا، مما نتج عنه دخول عدد من الحالات مراكز العزل بالمدينة واستهلاك كميات كبيرة من الأكسجين.
وأوضح أنه رغم استمرار الإنتاج على مدار الأربع والعشرين ساعة، لكن المصانع الموجودة بالمدينة لا تستطيع تغطية الاحتياجات.
وأشار إلى المناشدات والمراسلات الرسمية لوزارة الصحة، وآخرها الاجتماع الخامس لمجلس الوزراء الذي عقد في سبها، والتحذيرات المتكررة من وقوع الكارثة وفقدان الأرواح بسبب نقص الأكسجين والأدوية، قائلا: "لم نتلقَ إلى الآن أي استجابة، وتركت سبها وفزان وحيدة في مواجهة الوباء".
وقالت حليمة الماهري، الناطقة باسم مركز سبها الطبي، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الأزمة في مدينة سبها بلغت مدى كبيرا وانتشرت الحالات بشكر واسع بسبب قيام الأهالي من البلدان المجاورة باللجوء إلى سبها للحصول على أسرة عزل، بعد انتشار الوباء بشكل مخيف.
وأوضحت أنه "في اليوم الواحد بات يتوافد علينا ما يزيد عن 100 حالة من أجل الرعاية الصحية، وهو ما يفوق طاقة مركز سبها الطبي، وتمت مناشدة وزارة الصحة بتوفير الأكسجين لأننا لا نستطيع تحمل مدينة أو منطقة بالكامل، ولكن لهذه اللحظات مازلنا في انتظار قرار على أرض الواقع لتخصيص مصنع أكسجين لمركز سبها الطبي".
وشددت الماهري على أن الأجهزة الطبية في سبها تعمل على قدم وساق وتفحص عشرات الحالات المصابة بفيروس كورونا للتأكد من وجود أو عدم وجود حالات مصابة بـ"متحور دلتا" لفيروس كورونا، لافتة إلى أنه سيتم الإعلان عن ذلك في حال ثبوت أي حالات مصابة بهذا المر ض.
أزمة مزدوجة
وقال أسامة الوافي، المسؤول الإعلامي لبلدية سبها، لسكاي نيوز عربية، إن الحكومة ووزارة الصحة يتحملون المسؤولية عما يحدث في سبها، لأنهم قدموا العديد من الوعود لمواجهة هذه الجائحة وتحسين الوضع في المنطقة الجنوبية، ولم يتم الوفاء بتلك العهود.
وأضاف أن مشكلة عدم توفر الأكسجين مع انقطاع الكهرباء المستمر لمدة ٥ ساعات يومياً، تؤثر في عملية تشغيل المصانع التي تعمل من خلال المولدات إذا توفرت مادة الديزل.
وأشار إلى أن استمرار انقطاع الكهرباء سبب من أسباب الأزمة التي تمر بها المنطقة حاليا من نقص الأكسجين، فضلا عن مناطق أخرى ما بعد سبها تمتد للحدود الليبية النجيرية والتشادية وينقصها العديد من العناصر الطبية والمستلزمات الطبية المساعدة.
يذكر أن الجنوب الليبي "يعاني الأمرين" منذ فترة طويلة بسبب أزمة انقطاع الكهرباء بشكل كبير ومستمر، كما زادت الأمور سوءاً بعد تفشي فيروس كورونا بشكل مخيف خلال الأسابيع القليلة الماضية.