تجددت الحرائق ليل الخميس في غابات عكار شمالي لبنان بشكل مخيف، مما أثار الرعب في نفوس سكان القضاء، وسط حركة نزوح كثيفة لا سيما في بلدة أكروم وجوارها.
ووصف الوضع على أنه "خارج السيطرة" في منطقة جبل أكروم عند الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وتوسعت رقعة النار في محلة قرنة الديبة واقتربت من البساتين والحقول الزراعية وبعض المنازل التي غادرها سكانها، خوفا من تغير اتجاه الرياح واندفاعها في اتجاههم.
وشهدت البلدة والقرى المجاورة نزوحا كثيفا ليلا نحو مناطق بعيدة عن الحريق، فيما أطلق أهالي البلدة والمسؤولون والجهات البلدية مناشدات ليلية عبر وسائل الإعلام المحلية للمساعدة.
وقال الصحفي اللبناني يوسف دياب لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الوضع شديد الخطورة. معاناة الناس في عكار الملتهبة ازدادت".
وأضاف دياب: "المشهد لا يمكن وصفه وفرق الدفاع المدني من دون تجهيزات وعناصره يقاتلون كالأبطال. الأهالي يفعلون المستحيل لمنع تمدد النار وكذلك الجيش اللبناني".
وقال الإعلامي محمد عمر ابن بلدة أكروم إن "الوضع خطير. هناك وعود لدى أبناء المنطقة بوصول طائرات مروحية أردنية مخصصة لإطفاء الحرائق في طريقها إلى لبنان صباحا لمساندة الجيش اللبناني".
وأوضح عمر: "الأهالي يفترشون الطرقات منذ منتصف الليل في مناطق بعيدة عن المنازل".
ومن جهة أخرى، أطلق مجموعة من الناشطين على موقع "تويتر" وسمي "انقذوا أكروم" و"لبنان يحترق"، وماجت مواقع التواصل الاجتماعي بإطلاق نداءات من أجل التوجه نحو شمالي لبنان، حيث مواقع الحرائق.
وصباح الجمعة، باشرت طوافتان تابعتان للجيش اللبناني طلعاتهما لإخماد النيران، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، وانضمتا إلى جهود الأهالي والجهات المعنية.
وأكد شهود عيان ليلا في عكار أن "3 سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني وصلت منتصف الليل إلى أكروم، للوقوف إلى جانب الأهالي ومساعدتهم".
وتسمع أصوات استغاثة النسوة والأطفال في معظم مقاطع الفيديو التي انتشرت ليلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويشهد لبنان أزمة خانقة في تأمين المحروقات ومادتي البنزين والمازوت، مما يؤخر وصول المركبات بمختلف أنواعها إلى غابات عكار.