انضمت جمهورية مالاوي، الخميس، إلى ركب الدول الإفريقية التي قررت فتح قنصليات عامة لها في الصحراء المغربية، دعما لسيادة المملكة على كامل أرضيها.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالاوي أيزنهاور ندوا مكاكا، قد أعلن عقب مباحثات جمعته مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، عن قرار بلاده افتتاح قنصلية بمدينة العيون وسفارة بالرباط.
كما جدد الوزير الملاوي التأكيد خلال ذات اللقاء، على "دعم بلاده الراسخ والثابت لسيادة المغرب على صحرائه ووحدته الترابية".
وبافتتاح القنصلية المالوية الجديدة بمدينة العيون، يرتفع عدد التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمغرب إلى 24 قنصلية، موزعة بين مدينتي العيون والداخلة.
ويسعى كل من المغرب ومالاوي إلى تعزيز علاقتهما في شتى المجالات، حيث اتفقا على وضع برامج للتعاون في المجال الزراعي إلى جانب الاتفاق على تنظيم الدورة الأولى للجنة المشتركة بين البلدين.
وكانت مالاوي من بين الدول الإفريقية التي قررت سحب اعترافها بجبهة البوليساريو سنة 2008، غير أنها أحيت علاقتها مع الجبهة من جديد في سنة 2014، قبل أن تعود وتسحب اعترافها عام 2017، بالتزامن مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.
حشد مزيد من الدعم
ويرى الخبراء أن قنصلية ملاوي في العيون، والتي تعتبر التمثيلة الثامنة عشر لبلد إفريقي في جنوب المملكة، ستساهم في تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين وتكرس انفتاح المغرب على الدول الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية.
ويقول المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة، إن افتتاح قنصلية جديدة لدولة مالاوي يندرج في إطار ما بات يصطلح عليه بـ"دبلوماسية القنصليات" التي نجح المغرب من خلالها في حشد مزيد من الدعم لقضية الصحراء المغربية وتضييق الخناق على المؤيدين لأطروحة "البوليساريو" الانفصالية في القارة الإفريقية.
ويضيف بوخبزة في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن افتتاح القنصلية الملاوية يعد مؤشرا على نجاح المغرب في اختراق مناطق نفوذ ومعاقل خصوم المملكة في القارة الإفريقية، عبر تعزيز علاقاته بالدول الناطقة باللغة الإنجليزية.
ويشدد بوخبزة على أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وتغليب الدول الإفريقية للمصالح الاقتصادية في إطار التعاون جنوب-جنوب، قد ساهما في اقتحام المملكة لدول أنجوساكسونية في القارة السمراء.
ويتوقع المحلل السياسي، أن يتخذ المغرب خطوات دبلوماسية أخرى ويعتمد صيغا جديدة، بالموازاة مع "دبلوماسية القنصليات"، لمحاصرة خصومه وقطع الطريق على الدعم الذي تقدمه بعض الدول لانفصاليي جبهة البوليساريو.
ويرى بوخبزة أن التحولات السياسية والتحديات الاقتصادية التي تشهدها القارة الإفريقية، قد فرضت على دول القارة نهج سياسات براغماتية سعيا لتحقيق نمائها ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩي ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ بعيدا عن الاصطفافات الأيديولوجية والشعارات غير الواقعية، وهو ما كان له انعكاس على مواقف عدد من الدول اتجاه اعترافها بجبهة "البوليساريو" الانفصالية في مرحلة سابقة.
وتماشيا مع الدينامية المتسارعة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، يتوقع بوخبزة أن يتم تجميد عضوية "البوليساريو" داخل الاتحاد الإفريقي، بهدف إقصائها مستقبلا من أجهزة المنظمة الإفريقية.
نجاحات دبلوماسية
وحققت الدبلوماسية المغربية خلال السنوات الأخيرة نجاحات مهمة، تجسدت في دعم دول عديدة لسيادة المملكة على الصحراء في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل نهائي لنزاع الصحراء، في ظل زخم تنموي وطفرة اقتصادية تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
يؤكد حفيظ ولعلو، نائب رئيس المركز المغربي للعلاقات الدولية، أن المغرب بدأ منذ مدة يجني ثمار الرؤية المتبصرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس في المجال الدبلوماسي، والتي مكنت المملكة من تحقيق انتصارات تاريخية في قضية الصحراء المغربية.
وفي حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية " يعتبر ولعلو، أن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء وفتح قنصلية لها في مدينة الداخلة، إضافة إلى عزمها استثمار مليارات الدولارات في المناطق الجنوبية للمملكة، يشكل أبرز المكتسبات التي حققتها الدبلوماسية المغربية خلال السنتين الأخيرتين.
ويشير المتحدث، إلى أن تنظيم مناورات "الأسد الإفريقي 2021" في منطقة المحبس في الصحراء المغربية بمشاركة القوات الأميركية، تعتبر دليلا ملموسا على دعم واشنطن للرباط ومتانة العلاقات التي تجمع بين الولايات المتحدة الامريكية والمغرب.
وشدد ولعلو على أهمية قرار المغرب العودة للاتحاد الإفريقي وإنهاء سياسة الكرسي الشاغر في التصدي لمخططات خصوم المملكة، لإقحام الاتحاد الافريقي في ملف الصحراء الذي يبقى من صلاحيات الأمم المتحدة.