يبدو أن الحرب ضد بقايا تنظيم داعش الإرهابي، وخلاياه النائمة في العراق، باتت تأخذ منحنى متصاعدا استخباراتيا واستباقيا، عبر عمليات رصد ومتابعة ومداهمة، لعناصر التنظيم الإرهابي وقيادييه، ومباغتتهم بمخابئهم في مختلف المحافظات العراقية.
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، عن اعتقال 20 إرهابيا داعشيا خلال 48 ساعة الماضية، بينهم قياديون بارزون في التنظيم، في حملات ومداهمات أمنية، امتدت من بغداد إلى الأنبار وديالى وصلاح الدين، وصولا إلى السليمانية، وذلك في إطار التنسيق والتعاون بين جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، وجهاز أسايش بإقليم كردستان العراق محافظة السليمانية.
وكشف بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، عن تمكنه عبر التعاون المميز حسب وصف البيان مع جهاز أسايش إقليم كردستان العراق في محافظة السليمانية، من "توجيه ضربات قاصمة لما تسمى كتيبة القعقاع الداعشية، وذلك عبر إلقاء القبض على عدد من عناصرها بينهم قياديان بارزان فيها، الإرهابي المكنى أبو علي، والذي يشغل منصب آمر مفرزة عسكرية، والإرهابي المكنى أبو خنساء، والذي يشغل منصب آمر مفرزة الدفاع الجوي".
وختم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي بيانه بالتأكيد، على أن: "داعـش مهما بحث عن الملاذ الآمن لن يجده، فهؤلاء هم دعاة الخراب والفكر المتطرف، والوصول إليهم حتمي لا محالة".
وعن جهود الأجهزة الأمنية العراقية في ملاحقة خلايا داعش، قال مصدر أمني كردي عراقي، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "الأسلوب الأنجع في مكافحة الخلايا النائمة والمجاميع الإرهابية الصغيرة المتنقلة، يكمن في تزخيم الجهد الاستخباراتي والمعلوماتي، وتعقبها ومن ثم إيقاعها في يد العدالة، فنحن لسنا في حرب جبهوية مع تنظيم داعش الإرهابي، بقدر كونها حربا مع عدو شبه متخفي، يعتمد تكتيكات العمليات الإرهابية المباغتة، والمنتشرة في عموم الجغرافيا العراقية".
وأضاف المصدر: "لهذا فإن جهودنا الأمنية ينبغي أن تركز على تنفيذ مثل هذه المداهمات والعمليات الاستباقية، والتي من شأنها تشتيت المجهود الإرهابي، وإبطال فعاليته ومباغتته من حيث لا يدري ولا يتوقع".
ومن جانبه قال الباحث والكاتب آزاد إبراهيم: "واضح تماما أن داعش يستفيد من ضعف التنسيق، بين القوات الأمنية في إقليم كردستان ونظيرتها الاتحادية العراقية، وهذا ما يفسر تركز عمليات وهجمات التنظيم الإرهابي في مناطق التماس في المحافظات المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي، وهي المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، كمحافظات كركوك ونينوى وديالى".
وأوضح إبراهيم في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه :"مع انفراج العلاقات بين الحكومتين الاتحادية في بغداد والإقليمية في أربيل، فإن ثمار هذه الانفراجات باتت تنعكس على كافة الصعد اقتصاديا وأمنيا، بما يضيق الخناق على الدواعش، ويجعلهم في موقف هش وضعيف حيال تضافر جهود القوات العراقية مع قوات البيشمركة والأمن الكردية في الإقليم، ولعل هذه العملية الكبيرة والمهمة الأخيرة ضد داعش بالتنسيق بين الطرفين، تعتبر خير مثال على ذلك".
جدير بالذكر أن وتيرة العمليات الإرهابية لبقايا تنظيم داعش وخلاياه النائمة، باتت تتصاعد بشكل ملحوظ ولافت، خلال الأشهر القليلة الماضية في مختلف أرجاء العراق، ومنها المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، موسعة نطاق استهدافاتها لتطال فضلا عن المواقع العسكرية والمدنية العراقية، حقول النفط والغاز، وشبكات وأبراج إنتاج ونقل الطاقة الكهربائية والمائية.