يبدو أن ضريبة عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، خلال فترة عطلة عيد الأضحى في العراق، قد بدأت تظهر حيث تسجل البلاد طيلة الأيام القليلة الماضية أرقاما قياسية، هي الأكبر على مدى أكثر من سنة ونصف السنة، منذ بداية تفشي وباء كورونا المستجد في العراق تفوق 10 آلاف حالة إصابة تسجل يوميا مع عشرات الوفيات.
وكان اللافت هذا العيد عدم فرض إجراءات حكومية خاصة بالتباعد الاجتماعي وبالحد من التجمعات، بمناسبة العيد في الأماكن العامة من متنزهات ومطاعم ومجمعات تجارية وأسواق شعبية، بل بالعكس فقد شهدت مختلف تلك الأماكن خلال عطلة العيد ازدحاما شديدا.
من جهته، يقول الطبيب زامو بختيار، لـ"سكاي نيوز عربية" :"مع الأسف الكارثة وقعت وما كنا نحذر منه قد حصل، بفعل إهمال الناس وعدم التزامهم بالوقاية والتباعد الاجتماعي، وما نراه الآن من أرقام مهولة هو ضريبة عطلة العيد وما رافقها من تزاور وتجمعات عائلية كبيرة”.
ويضيف "الوعي الصحي يكاد يكون صفرا في مجتمعنا، وإلا فهل يعقل أن يتم الاستهتار بهذا الشكل بفيروس خطير وسريع الانتقال، خاصة وأن سلالة متحور دلتا منتشرة في العراق الآن، وهي المعروفة بكونها شديدة العدوى".
أما المواطن أكرم محمد، فيقول في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" :"المناسبات والعطلات باتت بمثابة محطات لتفشي المرض واستفحاله، فضلا عن التراخي الحكومي وعدم فرض قيود وضوابط صارمة خلال عطلة العيد، وعليه ها نحن نشهد ذروة تصاعد الاصابات والوفيات جراء الفيروس الفتاك".
ويتابع:"لكننا كمواطنين نتحمل المسؤولية الأكبر، فلغاية اليوم ثمة كثيرون يرفضون حتى تصديق وجود هذا الفيروس أصلا، وهم ليسوا قلة في المجتمع، فضلا عن ضعف إقبال الناس على تلقيح أنفسهم، وفي النتيجة نحن ندفع ثمن استخفافنا واستهتارنا بصحتنا وسلامتنا”.
ورغم اعلان الحكومة العراقية أكثر من مرة، فرض الحظر الشامل أو الجزئي، لوقف تمدد الوباء وتفشيه الواسع، خلال الأشهر الماضية، لكن التزام المواطنين وتجاوبهم حيال ذلك يكاد يكون معدوما، خاصة خلال مواسم الأعياد، على ما ظهر واضحا خلال عطلة عيد الأضحى هذه.
يذكر أن العراق من أكثر الدول العربية، تسجيلا لحالات الاصابة بكور,نا، حيث بلغت حصيلة الاصابات أكثر من مليون و500 ألف، وعدد الوفيات فاق 19 ألف حالة جراء مضاعفات الإصابة بالفيروس، فيما يبلغ عدد العراقيين ممن تلقوا اللقاح المضاد لكورونا المستجد، نحو مليون ونصف من أصل أكثر من 40 مليون عراقي.