جدد اعتراض تركيا على قرارات الرئيس التونسي، قيس سعيد، بشأن تجميد البرلمان ذي الأغلبية الإخوانية، ووصفها بـ"الانقلاب" الواجب على الشعب التونسي "إسقاطه" الانتباه إلى ضرورة إخراج المرتزقة التابعين لأنقرة من ليبيا المجاورة، سيما وأن معسكراتهم لا تبعد عن حدود تونس أكثر من 200 كلم.

وكان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كتب بلهجة انفعالية غاضبة في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في "تويتر"، الإثنين، أن "ما يجري في تونس هو محاولة إجهاض لتجربة ديمقراطية وليدة".

ومحرضا بشكل مباشر للتونسيين على التظاهر في الشوارع ضد قرارات الرئيس قيس سعيد، قال: "إن خروج المواطنين للدفاع عن إرادتهم وحريتهم والتصدي بكل حزم لمحاولة الانقلاب على المؤسسات المنتخب هو أمر حتمي ولازم ومشروع".

كما حرض على إسقاط الرئيس التونسي وحصار تونس بقوله: "على كل الدول العربية والغربية المحترمة التي تؤمن بالديمقراطية أن ترفض هذا الانقلاب، وأن تحاصر من قاموا به وإسقاطهم وفضحهم، وكشف مسئوليه وداعميهم".

أخبار ذات صلة

تونس.. تحركات الرئيس سعيد تلقى دعما عربيا ودوليا
مطالبة بفتح ملفات مسمومة.. قنابل متفجرة في وجه إخوان تونس

 واختتم: "الوقت كالسيف والانقلابات لا تحتاج إلى خطب عنترية بل تحركات على الأرض تشعر من قاموا بها أنهم لصوص مطاردون".

وفي ذات اليوم أصدرت الخارجية التركية بيانا قالت فيه "نشعر بقلق عميق جراء تجميد عمل البرلمان الذي يمثل الإرادة الشعبية في تونس"، معربة عن أملها في "إعادة إرساء الشرعية الديمقراطية في إطار أحكام الدستور التونسي بأسرع وقت"، في إشارة إلى مطالبتها برفع التجميد عن مجلس النواب ذي الأغلبية الإخوانية.

كما حرَّضت بشكل خفي التونسيين على التحرك ضد قرارات سعيد بقولها: "لا يساورنا شك في أن الشعب التونسي الذي تجاوز بنجاح العديد من المراحل على طريق الديمقراطية سيتغلب على هذا التحدي أيضا".

وحذر محللون سياسيون في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" من أن البيان ينبئ بخطوات قد تقدم عليها تركيا لإعادة تنظيم الإخوان إلى الحكم في تونس، على غرار ما فعلت في تشجيع الأعمال الإرهابية والفوضى في مصر وليبيا وتشاد على أيدي مليشيات إخوانية ومرتزقة موالية لها.

أعداد المرتزقة بليبيا

وبحسب وثائق وبيانات حصلت عليها "سكاي نيوز عربية" فإن 11609 عناصر من المرتزقة السوريين مازالوا في ليبيا بدعم من حكومة أنقرة

وتشير تقديرات عسكرية ليبية إلى وجود 5 فصائل على الأقل أيضا من المعارضة التشادية تنشط في الجنوب الليبي بالقرب من الحدود التشادية وهي موالية للإخوان وتركيا.

ويقدر عدد أفراد هذه الجماعات التشادية بنحو 25 ألف مرتزق، وفقا لتصريحات صحفية لرئيس الحكومة الانتقالية في العاصمة التشادية أنجمينا "باهيمي باداكي ألبرت.

200 كم فقط

 ويقول المحلل السياسي مالك معاذ لـ"سكاي نيوز عربية" إن سيناريو مصر وتعامل تنظيم الإخوان وتركيا معه بعدما أطاح الشعب بهم (في ثورة 30 يونيو 2013) يظهر السيناريو المتوقع الذي ستتبعه أنقرة والتنظيم في تونس؛ فهذا التنظيم منذ عام 2011 ثبت أركانه داخل الدول العربية بشكل أصبح خروجه لن يكون إلا بالقوة.

ولفت معاذ إلى أن ماضي تركيا والإخوان في ليبيا يؤكد أن تونس لن تسلم من آذاهم؛ فالجميع يتذكر ما تعرضت له دول عربية مجاورة بسبب بطش الإخوان، وعلى سبيل المثال مصر التي سقط من أبنائها العشرات على أيدي مجموعات إرهابية مدعومة من الإخوان وتركيا دخلوا من الحدود الغربية من ناحية ليبيا، وهاجموا تمركزات أمنية في مصر.

ونبَّه المحلل السياسي إلى أن معسكرات المرتزقة السوريين تبعد فقط حوالي 200 كيلو عن تونس، فضلا عن وجود مئات العناصر التابعين للمليشيات الموالية لأنقرة في ذات المنطقة، وهو الأمر الذي يهدد أمن تونس، خاصة وأن قيادات الإخوان في ليبيا وعلى رأسهم خالد المشري (رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة) أعلنوا صراحة رفضهم لما يحدث؛ ليقمحوا ليبيا بهذا الشكل في شأن لا يخصهم.

واستشهد معاذ أيضا بما حدث في تشاد من تحرك مليشيات وطنتهم تركيا والإخوان في ليبيا، واقتحموا الحدود، وأثاروا الفوضى في البلاد، وعلى إثر ذلك قُتل الرئيس التشادي إدريس ديبي أبريل الماضي.

أخبار ذات صلة

ما هي سيناريوهات الإخوان لتفادي السقوط النهائي في تونس؟

 ويأتمر المرتزقة التشاديون في ليبيا بأمر أخطرهم، تيمان أرتيمي، الإرهابي التشادي المقيم في قطر وتركيا، ويتخذون من جنوب ليبيا قاعدة للتدريب والتمويل والانطلاق إلى عمليات إرهابية.

ولفت معاذ إلى أن تركيا تتعامل مع ليبيا على أنها قاعدة عسكرية لانطلاق عمليات مرتزقتها نحو الدول التي لا تتناسب سياستها مع سياسة أنقرة.

وسبق أن تحدثت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" عن رصد تحرك ميليشيات من العاصمة الليبية طرابلس باتجاه حدود تونس في الأيام الأخيرة عقب قرارات سعيد.

خروج المرتزقة "لا غنى عنه"

من جانبه، أكد المحلل السياسي إبراهيم الفيتوري أن تركيا ستلجأ لعناصرها المسلحة في ليبيا للتأثير على الملف التونسي مثلما فعلت في مصر وتشاد، لاسيما أن تونس هي آخر معقل سياسي للإخوان في شمال أفريقيا.

وأضاف الفيتوري لـ"سكاي نيوز عربية" أن "خروج المرتزقة الآن أصبح أمرا ضروريا لا غنى عنه، وإلا سنجد تركيا تعبث بالأمن التونسي كيفما فعلت في العديد من الدول العربية واستغلت الأراضي الليبية كمنطلق لها".

وتترافق المطالب المحلية والدولية بإخراج مرتزقة تركيا من ليبيا كذلك مع اقتراب الانتخابات الليبية الرئاسية والتشريعية المقررة ديسمبر المقبل، وسط مخاوف من أن تستغلهم تركيا لإفشال الانتخابات، أو الانقلاب على نتائجها إن جاءت لغير صالح تنظيم الإخوان.