أحبط المجلس القومي للأمومة والطفولة في مصر، حالتي زواج لطفلتين لم يبلغا السن القانوني، بعد اتصالات تلقاها خط نجدة الطفل وعلى إثرها تم التدخّل.
وأعلن المجلس في بيان صحفي حصل موقع سكاي نيوز عربية على نسخة منه، أنه تم اتخاذ اللازم مع الحالتين، ووقّع الوالد على إقرار يفيد بعدم إتمام إجراءات الزواج قبل بلوغها السن القانونية، بجانب تقديم إرشاد أسري لأهلية الطفل بشأن أضرار ومخاطر الزواج المبكر.
ويحكي صبري عثمان، مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة أنّ: "هناك حالة ثالثة في محافظة الجيزة تم إبلاغنا بها خلال الساعات الماضية، ونقوم بالإجراءات الرسمية والقانونية لمنعها".
طفلة الإسكندرية
وتابع عثمان في حديثه مع سكاي نيوز عربية: "البلاغ الأول ورد إلينا في أبريل الماضي، بقيام أب يقيم بحي شرق الإسكندرية يعمل حارس عقار، بالعزم على تزويج طفلته التي تبلغ 15 سنة من أحد أقارب الأم الذي يبلغ 24 عاما، وعلى الفور تم إحالة البلاغ للجنة العامة لحماية الطفولة في الإسكندرية والتواصل مع الأب الذي أنكر الواقعة، وأكد أنه لن يتمم إجراءات الزواج ووقع على إقرار بذلك".
وأوضح مدير خط نجدة الطفل أنّ: "ما حدث في ثاني أيام العيد هو قيام أحد المبلغين بالتواصل معنا هاتفيا، وتأكيده على اصطحاب الأب للطفلة ومعهم الأسرة للسفر إلى محافظة البحيرة، لإتمام الزواج بعيدا عن إجراءات المجلس القومي للطفولة والأمومة، وعلى الفور تم إبلاغ مكتب النائب العام وتحرير محضر بمركز شرطة أبو حمص، والتوصل للأب واصطحابه هو والعريس والأسرة والتحقيق معهم في النيابة".
وواصل عثمان في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية أنّ: "الاتجاه بعد تلك الواقعة كان هو أن الأب غير مؤتمن على الطفلة بعد تنكيلة بالإقرار الذي قام بالتوقيع عليه في السابق، وكان القرار هو إيداع الطفلة لإحدى دور الرعاية، غير أنه بناء على رغبتها رفضنا ذلك لما سيسببه من أضرار نفسية وصحية للأسرة، مع أخذ تعهد آخر بحماية الطفلة وتواجدها مع عمها لتعليمها حتى تصل إلى السن القانوني للزواج".
أرقام مرعبة
ووفقًا لأرقام رسمية أكدها مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، فإنه خلال النصف الأول من هذا العام تلقى المجلس 6169 بلاغا على مستوى الجمهورية، من بينهم 4845 بلاغا بتعرض حياة الأطفال للخطر.
واسترسل "عثمان" أنّ خلال إجازة العيد التي بدأت السبت الماضي وحتى مساء الخميس، تلقى الخط 139 بلاغا، من بينهم بلاغات العثور على أطفال حديثي الولادة وبلاغات إحباط محاولات زواج الأطفال.
ويشير مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنّ: "الواقعة الأخرى كانت في إحدى قرى مركز زفتى التابعة لمحافظة الغربية، وتم تحرير محضر بالواقعة بعد التأكد منها، وتم استدعاء الأب للتوقيع على إقرار بعدم إتمام إجراءات الزواج وأخذ التعهد اللازم عليه، وسيتم متابعة الحالتين من قبل اللجنة العامة لحماية الطفولة بالإسكندرية والغربية".
بلاغات قاسية
ونوّه عثمان: "من أصعب البلاغات التي تصل إلينا أيضا هي العثور على أطفال حديثي الولادة ومجهولي النسب تخلّى عنهم أهلهم لأسباب مختلفة، أو حمل الأم في الطفل سفاحًا، حينها يتم إيداعهم في إحدى دور الرعاية الاجتماعية الخاصة بالأطفال التابعة للمراكز الطبية بوزارة الصحة، ويتم تقديم لهم الرعاية بالتعاون مع اللجنة العليا للأسر البديلة في وزارة التضامن الاجتماعي".
وأردف مدير خط نجدة الطفل في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "من أكثر البلاغات المؤذية التي تصل إلينا هي بلاغات الاعتداء جنسيا على الأطفال من قِبل أسرهم، كواقعة لن أنساها أبدا خاصة باعتداء أحد الآباء جنسيا على ابنته ذات الـ17 عاما في القاهرة وإنجاب طفلة، ليقع الأب بعد الإبلاغ عنه ويتم القبض عليه وهو قيد المحاكمة حاليا، إلا أنّ الأسرة رفضت أهلية الطفلة بعد ولادتها، ليتم أخذها وإيداعها لإحدى دور الرعاية".