بعد الانتشار الواسع لفيديو مناشدة الشاب العراقي علي عادل، الناشط في منصات التواصل، للرئيس الأميركي جو بايدن بمساعدته، علّق القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جو هود، على الأمر في كلمة مصورة بالفيديو على موقع "تويتر".
ويشتهر الشاب اليافع عادل بمقاطع الفيديو التي يبثها ويوجهها عادة للرؤساء والمسؤولين الأميركيين، شارحا فيها معاناته كعراقي من تردي الأوضاع الأمنية والخدمية والمعاشية في العراق، وذلك بأسلوب ساخر بسيط وجذاب، يرسم البسمة رغم عمق المعاناة وهولها، ويعبر عن الألم بطريقة ظريفة وملفتة.
وفي مقطع الفيديو الجديد، يظهر علي وهو على سطح منزل، طالبا من الرئيس الأميركي جو بايدن مساعدته ودعوته لواشنطن، وإلا فإنه سيرمي نفسه من على سطح المبنى، وسط دوي طلقات نارية من حوله في منطقة قريبة منه، حيث يبادر للتعبير عن الاستياء من هذا الانفلات الأمني، وتكرار حوادث إطلاق النار العشوائي والعنف، فضلا عن التعبير عن التذمر من ارتفاع حرارة الجو في العراق، مشيرا إلى مسلسل الحرائق سيما في المستشفيات، خاصة وأن المقطع قد صور بعد فاجعة حريق مستشفى الناصرية، الخاص بمرضى فيروس كورونا المستجد.
وقد طلب المسؤول الأميركي، عبر مقطع الفيديو الذي تحدث فيه باللغة العربية، من عادل ألا يرمي نفسه من على السطح.
حيث جاء في المقطع ما يلي: "حبيبي علاوي لا ترمي نفسك من السطح رجاءً، فنحن في الولايات المتحدة نحبك، لا تقفز، أنا لست جو بايدن، أنا جو هود، أنا مسؤول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، الحياة ثمينة ومن الممكن أن نجعلها أفضل سوية للعراقيين والأميركيين، نحن نساعدكم في قتال داعش وإعادة بناء العراق، العراق يحتاجك لا تقفز، بل انتخب، صوتك مهم من أجل العراق، لا أستطيع أن أدعوك إلى أميركا الآن بسبب كورونا لكن كلي أمل أن ألتقي بك عندما أزور العراق وأن نأكل الباجة سوية، حبيبي علاوي نحن نحبك.. عيد مبارك كل عام وأنتم بخير".
وفي رد طريف وغير متوقع على المسؤول الأميركي الرفيع جو هود، علق علي عادل في صفحته على موقع "فيسبوك" بالقول: "المشكلة ما أحب الباجة. شكرا جزيلا لكم، وعد يا شعبي وأهلي وجمهوري، ويا أفراد العراق، سوف أنقل معاناتكم بالحرف الواحد لهم".
هذا وقد تصدر نبأ مقطع الفيديو الذي بثه عادل والتجاوب الأميركي معه، منصات التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام العراقية، في دلالة أخرى على مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه وسائط الإعلام الجديد ومواقع التواصل.
ويقول الناشط العراقي دلزار رؤوف تعليقا على الموضوع، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "عصرنا هو عصر فيسبوك وإنستغرام والتيك توك والإعلام الرقمي، وقصة الفتى العراقي علي عادل خير مثال، على السحر الذي تمتلكه هذه المنصات لمن يجيد التعاطي معها وتوظيفها، لإيصال أفكاره ورسائله".
ويتابع: "علي شاب طموح وذكي وخفيف الظل، ويعرف تماما ماذا يريد أن يوصل لأميركا والعالم من رسائل عن العراق، ويقينا أن التأثير الإيجابي الهائل الذي يحدثه شاب في مقتبل العمر مثل علي، يفوق آلاف المرات ما قد تقدمه أحزاب وحكومات في العراق، وهي بالمناسبة لم تقدم أي صورة إيجابية أو انطباع جيد لدى الآخرين حول العالم عن بلاد الرافدين، الحبلى بالطاقات والموارد الإنسانية والطبيعية والحضارية".