تسود حال من التوتر الشديد في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، حيث بادر المتظاهرون الغاضبون بحسب مصادر بينهم طلبت عدم الإفصاح عنها، في تصريح إلى "سكاي نيوز عربية" لإغلاق العديد من المستشفيات الخاصة في مدينة الناصرية، وكتبوا في واجهاتها مغلق بأمر الفقراء، فضلا عن المطالبة باستقالة الجهات الحكومية والإدارية في المحافظة ومعاقبتها.
وتجمع عدد كبير من أهالي الضحايا وسكان المدينة مساء الأربعاء عند المستشفى المحترق، مشعلين الشموع تكريما لأرواح الضحايا وسط قلق يسود المحافظة كلها من ردود فعل غاضبة من قبل الشارع.
ونصب المتظاهرون الغاضبون خيم الاعتصام وسط الساحات العامة في الناصرية وخاصة ساحة الحبوبي، على غرار ما كان يتم إبان انتفاضة تشرين الشعبية أواخر العام 2019، حيث تجمع آلاف الناس رافعين شعارات منددة بالفساد والاستبداد والتسلط مثل : "من أحرقني؟" و"لا تنتخبهم يا شعب .. الأحزاب حرقونا" .
ويرى مراقبون أن كارثة حريق مستشفى الحسين هذه قد تكون شرارة لانطلاق مظاهرات شعبية متواصلة في مختلف المناطق العراقية، خاصة وأن عدد القتلى في ارتفاع، وهول المشاهد المفزعة لمرضى بلا حول ولا قوة قضوا نتيجة التسيب والإهمال والفساد.
وتغص منصات التواصل الاجتماعي العراقية بفيديوهات وصور التجمعات الشعبية، في الساحات العامة في مختلف المدن العراقية، وسط دعوات لحراك شعبي واسع احتجاجا على وقوع هذه الكوارث بشكل متكرر.
يقول المتظاهر سعد، في حديث مع "سكاي نيوز عربية" :"لن نعود لبيوتنا بل سنبقى هنا في الشوارع والساحات، إلى أن يرحل الطغاة والمستبدون، ممن يحرقوننا ونحن أحياء، كفى ظلما واحتقارا لنا فنحن بشر وأحرار، ولن نقبل بعد كل هذا الضيم الصمت والرضوخ".
ويخشى مراقبون من اندلاع موجات عنف جديدة بين المتظاهرين والقوى الأمنية على غرار ما حدث خلال مظاهرات تشرين، والتي راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى.