شهدت مختلف مناطق المغرب، منذ نهاية الأسبوع الماضي، ارتفاعا في درجة الحرارة، تسببت في إصابة العديد من المواطنين بألم في الرأس وجفاف حاد، وفي بعض المناطق، وصل الأمر إلى الوفاة.
وحسب مديرية الأرصاد الجوية في المغرب، فإن موجة الحرارة ماتزال مستمرة في عدد من جهات وأقاليم المغرب، خاصة في منطقة الغرب التي احتلت الصدارة، ثم تليها الأقاليم الجنوبية الشرقية.
وعزا الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، استمرار موجة الحرارة إلى غاية الثلاثاء في عدد من عمالات وأقاليم المملكة الجنوبية، إلى ظاهرة الشركي.
ويضيف يوعابد، أن درجة الحرارة ستتراوح ما بين 44 إلى غاية 47 درجة مئوية، في مناطق مختلفة من البلاد.
وفي هذا الصدد، ينصح عدد من الخبراء في مجال الصحة، المواطنين باتخاذ إجراءات وقائية حفاظا على صحتهم من خطر تداعيات ارتفاع موجات الحرارة، التي بحسب إفاداتهم قد تؤدي في غالب الأحيان إلى جفاف في الجسم، والوفاة.
ولتوضيح هذا الأمر، يقدم الدكتور حمضي، في تصريح لـسكاي نيوز عربية، ثلاثة إجراءات وقائية تنقذ الأشخاص من الموت خلال ارتفاع موجة الحر.
أولا ضرورة الحفاظ على برودة السكن، حيث يقول، يجب أن تكون درجة حرارة الغرفة أقل من 32 درجة أثناء النهار و24 درجة خلال الليل، خصوصا للرضع والأطفال وللأشخاص فوق سن الستين أو من يعانون أمراضا مزمنة.
ويفيد حمضي، أنه أثناء النهار، يجب إغلاق النوافذ لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج نحو البيت. وفي حال عدم توفر نوافذ خشبية أو غيرها لمنع دخول الحرارة، يمكن تعويضها باستعمال ستائر أو أغطية أو بطانيات في وقت الحر، بينما أثناء الليل، ينصح بفتح النوافذ والباب لخلق تيار هوائي أثناء الليل.
وفي الصباح المبكر، يقول عندما تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من الداخلية، تجنب استعمال الإضاءة الكهربائية والأجهزة الكهربائية لتجنب رفع حرارة المنزل.
كما ينصح باستعمال المكيف الهوائي إن وجد مع غلق الأبواب والنوافذ، لعدم تبذير الطاقة وتخفيض الضغط على التيار بالحي والمدينة حتى لا ينقطع عن الجميع.
ومن جهة أخرى، يدعو حمضي لاستعمال المراوح الكهربائية، باعتباره مفيدا خصوصا بعد تبليل الجسم بالماء، موضحا أن تبخر الماء فوق الجلد يسحب الحرارة من الجسم.
أما الإجراء الثاني فيتعلق بتجنب مصادر الحر، إذ ينصح حمضي باستعمال غرفة بادرة في المنزل، خاصة ليلا، ويضيف، إذا تعذر الحفاظ على برودة البيت، يستحسن قضاء ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في مكان بارد (في أي مبنى عام بالحي مكيف بالهواء)، مع تجنب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارة في اليوم من 11 صباحا إلى 9 مساء، وأيضا تجنب النشاط البدني المجهِد، وإذا كان ضروريا يستحسن مزاولته بين الرابعة صباحا والسابعة صباحا، مع البقاء في الظل ما أمكن.
ومن جانب آخر، يحذر الطبيب نفسه، بعدم ترك الأطفال والأشخاص المسنين أو المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السيارات وحدهم.
ضرورة الاغتسال بمياه باردة
وبخصوص الإجراء الثالث فعنونه الباحث في النظم الصحية، في تبريد الجسم، وذلك بالاغتسال بمياه باردة (درجتها أقل من حرارة الجسم دون إفراط)، دون تجفيف الجسم بعد الحمام.
وعلى صعيد آخر، يدعو حمضي إلى تناول وجبات خفيفة على مرات متعددة في اليوم، والتركيز على الخضروات والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والأملاح دون إنهاكه، والاتصال والاطمئنان على باقي أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران والمعارف الذين يعيشون منعزلين، وزيارتهم مرة واحدة في اليوم.
موجة الحرارة تتسبب في الوفاة
وأكد حمضي، أن كل سنة تزهق مئات الآلاف من الأرواح بسبب موجات الحرارة حول العالم، مشيرا إلى أن دراسة بريطانية كشفت أن الوفيات بسب موجات الحر تتضاعف بسب التغيرات المناخية والديموغرافية.
كما يؤكد المتحدث نفسه، أنه كذلك يموت الناس بالآلاف، لكن لا نعرف عددهم بالضبط، بسبب انعدام التشخيص أو بسبب سوئه أحيانا، فتحسب الوفاة لأسباب أخرى، بينما الواقع هو أن الحرارة الشديدة سبب الوفاة.