كشفت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أن تركيا تخدع المجتمع الدولي بعملية "وهمية" تزيد من خلالها أعداد المرتزقة السوريين في ليبيا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية ديسمبر المقبل.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في بيان له اطلعت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، أن تركيا جهزت في الوقت الحالي أكثر من 150 عنصرا من مرتزقتها الموالين لها للدفع بهم داخل معسكرات في غرب ليبيا.
وأضاف المرصد أن تركيا تقوم بعملية إبدال للمرتزقة بنفس الأعداد تقريبا، الأمر الذي نفاه مصدر داخل مطار معتيقة لـ"سكاي نيوز عربية" على إطلاع بسير حركة الطيران داخله.
عملية تمويه
وقال المصدر إن ما تقوم به تركيا ما هو إلا عملية تمويه تظهر بها للمجتمع الدولي أنها تقوم بإبدال المرتزقة بنفس العدد، إلا أن الطائرات التي تحط من أنقرة لمطار معيتيقة تحمل دائما أعداد أكبر وعتاد أكثر يذهب معسكرات الميليشيات.
وضرب المصدر مثلا بأن آخر دفعة غادرت ليبيا كانت الطائرة تقل حوالي 130 مرتزقا سوريا إلا أن الطائرة التي حطت في اليوم الثاني آتية من أنقرة كانت تقل أكثر من 250 مرتزقا سوريا.
وأكد المصدر مجددا أن البيانات والأدلة التي تقول إن تركيا تقوم بالدفع بنفس الأعداد المغادرة أمر عاري من الصحة وأنه لم تحط طائرة في المطار، إلا وكانت تحمل أعداد أكبر بكثير من التي غادرت، والشهر الماضي استقبل المطار أكثر من 5 رحلات آتية من تركيا تحمل مرتزقة وعتاد.
دول الساحل والميليشيات
وفي الوقت الذي تم فيه رصد تسارع عمليات نقل المرتزقة إلى ليبيا دعا رؤساء دول مجموعة الساحل الإفريقي الغربي الخمس (مالي وبوركينافاسو وتشاد والنيجر وموريتانيا) في بيان أطلعت "سكاي نيوز عربية" عليه إلى التعجيل بطرد المرتزقة من الأراضي الليبية.
وأكد البيان الصادر، السبت، في ختام اجتماع المجموعة أن سحب المرتزقة المقدر عددهم بنحو 30 ألفا يعد أولوية مطلقة لأمن المنطقة داعين في الوقت ذاته لوقف نقل المرتزقة لضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وحث جميع الدول الأعضاء على احترام ودعم هذه العملية والإشراف على طرد كافة القوات الأجنبية من البلاد.
وتضررت كثير من الدول الإفريقية على مدار العشر سنوات الماضية من الأوضاع الأمنية السيئة في ليبيا حيث كانت بمثابة نقطة انطلاق ومركز لضرب استقرار الدول الإفريقية.
"فشل دولي"
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري إنه لا يستبعد بالفعل هذه المعلومات بأن تركيا تزيد أعداد المرتزقة من خلال عملية تبديل وهمية.
وأوضح الفيتوري لـ"سكاي نيوز عربية" أن سير العملية السياسية والتخبط الواقع في هذه الفترة يؤكد أن الإخوان وجماعات الإسلام السياسي في حاجة لزيادة قوتهم العسكرية لفرض أي أمر يخدم مصالحهم.
وأشار الفيتوري إلى أن المجتمع الدولي فشل حتى الآن في ملف القوات الأجنبية والمرتزقة الليبيين ولم يستطع الضغط على تركيا لإخراجهم ووقف عمليات تزويد الميليشيات بالسلاح.
تحذير من سيناريو 2014
ومع اقتراب موعد الانتخابات يحذر المحلل الليبي من أن وجود هذا الكم من المرتزقة على الأراضي الليبية قد يزيد الأمر سوء وأن سيناريو عام 2014 قد تفرضه جماعة الإخوان مرة أخرى في ليبيا إذ لم تسير الأمور في نصابها.
وفي 2014 شنت الميليشيات عملية مسلحة باسم " فجر ليبيا" دمرت خلالها مطار طرابلس ونشرت الرعب وأعمال القتل، ودخلت معركة ضد الجيش الوطني الليبي بمساعدة المرتزقة؛ احتجاجا على خسارة التنظيمات التابعة للميليشيات الانتخابات التشريعية.
الاستعداد شعبي لطرد المرتزقة
وفي السياق ذاته حذر المجلس الاجتماعي لقبائل الورفلة الليبية، من أن استمرار وجود المرتزقة في ليبيا سيزيد الانقسام وأن هذه التدخلات الخارجية تضر بمصالح الشعب الليبي.
وعلى هذا شدد المجلس في بيان حصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه على أهمية التمسك بوحدة ليبيا باعتبارها خطاً أحمر، مطالبا بضرورة إبراز أهمية مغادرة المرتزقة الأجانب والاستعداد ورص الصفوف لخوض المعارك لتحرير ليبيا من المرتزقة الأجانب.