دعا الليبيون العالقون على الحدود بين ليبيا وتونس حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي الليبي بالتدخل لإنهاء معاناتهم، عقب تكدس المئات على معبر رأس أجدير الحدودي بين ليبيا وتونس، من جراء قرار الحكومة إغلاقه نتيجة الوضع الوبائي في تونس.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الليبية "وال"، السبت، وجَّه الليبيون في منطقة الزكرة عند الحدود الليبية التونسية نداء إلى المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، قالوا فيه إن الليبيين وصلوا إلى المنفذ الحدودي أمس الجمعة؛ وتم إبلاغهم بقفل الحدود ومنعوا من الدخول، وتم إبعادهم إلى منطقة الزكرة التونسية في منطقة عارية في ظروف مناخية قاسية بعيدًا عن المنفذ.
وقضت عشرات العائلات ليل الجمعة على الأرصفة والطرق المؤدية للمعبر وسط ظروف مناخية صعبة، وبينها عشرات المرضى كانوا في طريقهم لتونس لتلقي العلاج.
ونقل شهود عيان لـ"سكاي نيوز عربية" أن الأمن الليبي من جهة والأمن التونسي من جهة طلبا من العالقين الابتعاد عن مواقعهم، والرجوع داخل المدن مرة أخرى، مؤكدين لهم استحالة فتح المعبر في ظل هذه الظروف.
وبحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية فإنه "جرى إبلاغ الراغبين في العودة إلى الوطن بقفل الحدود، ومنعوا من دخول ليبيا، وإبعادهم إلى منطقة الزكرة التونسية".
وعقب إبلاغ العالقين بقرار غلق المعبر تظاهر العشرات من المتواجدين داخل تونس للمطالبة بالسماح لهم بالدخول إلى بلادهم، إلا أن السلطات هناك فرقتهم وطالبتهم بالابتعاد.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية أعلنت، الخميس، أن المنظومة الصحية في البلاد انهارت، مع امتلاء أقسام العناية الفائقة وإرهاق الأطباء نتيجة التفشي السريع لجائحة كورونا.
وسجلت تونس قرابة 10 آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا، و134 وفاة، الأربعاء، في زيادة قياسية يومية منذ بدء الجائحة، مع تزايد المخاوف من ألا تتمكن الدولة من السيطرة على التفشي.
وعقب هذا، قررت الحكومة الليبية غلق المنافذ البرية والجوية مع تونس بداية من الجمعة ولمدة أسبوع.
وقال الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية، محمد حمودة، في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الليبية "وال" إن الدولة الليبية ستتكفل من خلال قنصليتها في تونس برعاية الليبيين العالقين في الأراضي التونسية جراء هذا القرار، لحين تسهيل عودتهم إلى البلاد.
تحرك حكومي لدعم العالقين
ونتيجة لصعوبة الوضع، أصدر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي تعليماته بإعادة العالقين الليبيين في الجانب التونسي إلى البلاد في أسرع وقت، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الليبية، السبت.
وطالب المنفي كافة الأجهزة بتوفير كل أشكال الدعم لإتمام عودة العالقين دون أي تأخير مع مراعاة الإجراءات الاحترازية بعد عودتهم للبلاد، وتواصل مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية ورئيس جهاز المخابرات في هذا الصدد.
"الوضع سيئ"
في المقابل، أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أن الوضع الوبائي في معبر رأس جدير الحدودي مع تونسي سيئ.
وأوضح أحمد حمزة، المنسق العام للجنة، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الموقف في منفذ رأس جدير من الجانب التونسي يشهد تكدسا كبيرا للمواطنين وسيارات الإسعاف التي تقِل المرضى والجثامين.
وأضاف حمزة أن هناك تكدسا أيضا لسيارات العائلات التي تقل الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة إغلاق الجانب الليبي للمنفذ في اتجاه الدخول لليبيا، مع عدم استثناء أحد من إدخال المرضى والجثامين.
وتابع أنه بالرغم من إجراء عدة اتصالات مع عددٍ من المسؤولين بالحكومة، بهدف إعطاء وزير الداخلية تعليماته بفتح جزئي للمرضى وأصحاب الجثامين، إلا أن السلطات الليبية لم تستجب، على حد قوله.