كانت الأنابيب البلاستيكية الممدودة على الأرض، توصل المياه إلى منزل أبو محمود الشمري، بشكل مقبول، غير أن توقف عدة محطات تحلية عن عملها، جعل العائلات قرب العاصمة العراقية بغداد، تلجأ إلى حفر الآبار، واستخدام الحمير، لجلب المياه.

في منطقة "هور رجب" جنوبي العاصمة بغداد، يقطن الشمري الذي تأثر سريعا ومعه آلاف الساكنين في تلك المنطقة، وما حولها، بتوقف محطات تحلية المياه، بسبب تراجع ساعات تجهيز الكهرباء، فضلا عن استهداف أبراج طاقة تنقل الكهرباء إلى أغلب المحطات في قطاع الكرخ خلال اليومين الماضيين.

ويصف الشمري لموقع سكاي نيوز عربية معاناته قائلا إن "ما يحصل يمثل عودة إلى العصر البدائي، عندما كان الإنسان يستخدم الحيوانات في تنقلاته، وإنهاء أعماله اليومية، وهذا ما يحصل في مناطقنا، حيث لجأت العائلات وخاصة الفقيرة منها، إلى الحمير، لنقل المياه من مواقع بعيدة، وتحت حر الشمس اللاهب، بالخزانات البلاستيكية الصغيرة، لتوفير مياه الشرب فقط، إذ انقطعت المياه، منذ منتصف يونيو".

وتأثرت محطات تحلية المياه في بغداد بتذبذب التيار الكهربائي، خاصة في ظل الضغط الهائل على الخدمات الأساسية ومنها الماء الصالح للشرب، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية في بعض مناطق البلاد.

أخبار ذات صلة

 هجوم صاروخي يستهدف السفارة الأميركية في بغداد
مع الضغط الأميركي.. عودة "مقاتلي داعش" تهدد أوروبا

استهداف جديد

والاثنين، أعلنت وزارة الكهرباء عن استهداف جديد طال أحد خطوط الطاقة في بغداد، وهو" قدس – نصر" المغذي لمشروع ماء الكرخ، ووصفت الاستهداف بعمل تخريبي جديد.

وأضافت الوزارة في بيان رسمي أن "العنف المسلح" مستمر في التأثير سلبا على البنى التحتية والمدنية لقطاع الكهرباء وتعرضها لخسائر في المورد الحيوي، وحرمان المواطنين من الطاقة وعزل المناطق والمحافظات بعضها عن بعض من خلال تفجير أبراج وخطوط نقل الطاقة.

الدفاع المدني يطفئ العطش

وتشارك قوات الدفاع المدني، المخصصة لإطفاء الحرائق، بشكل متكرر في إيصال المياه إلى المناطق المحتاجة، عبر الخزانات المتنقلة الكبيرة، ومد الخراطيم إلى خزانات المياه، في مسعى لتخفيف من حدة الأزمة.

وقالت مديرية الدفاع المدني في بيان إنه "شرعت فرق من الدفاع المدني وبجهود متميزة، اليوم السبت، بإيصال المياه الصالحة للشرب إلى أهالي زقاق 63 محلة 769 في حي الرئاسة شرقي العاصمة بغداد، بسبب انقطاع المياه عنها لعدة أيام". 

مخاطر الملوحة والتسمم

في الحدائق الأمامية، التي تُعرف بها منازل العراقيين، حفر الكثير آبارا للتخفيف من أزمة المياه، لكن المأزق الآخر، هو أن تلك المياه تحتوي على نسبة ملوحة عالية فاقمت المعاناة.

وتمثل تلك الآبار أحد الحلول المعروفة لدى العراقيين منذ زمن، على رغم المخاطر التي تكتنفها، بسبب الملوحة، وعدم صلاحية المياه للشرب، فضلاً عن أن بعضها سامة ما يحتم على الجهات الصحية، إجراء فحص لتلك المياه، وتحديد صلاحيتها للاستعمال البشري أم لا.

الدكتور، ولاء الموسوي، وهو يعمل في وزارة الصحة قال إن "مياه الآبار تحتوي نسبة عالية من الأملاح والكبريت، وغيرها، وهو ما يمكن أن يؤثر على صحة المواطنين، ما يحتم إطلاق برنامج من قبل الجهات المعنية، لفحص المياه، وتحديد صلاحيتها للاستعمال البشري".

يضيف الموسوي لـسكاي نيوز عربية أن "مأزق المياه تصاعد بسبب جملة عوامل، أبرزها؛ تقليل حصة العراق المائية من قبل تركيا، وانطفاء عدد كبير من محطات التحلية، والضغط الهائل على الخدمات الموجودة، ما يعني الحاجة إلى المعالجة السريعة، وتفكيك تلك المشكلات".