سجلت تونس رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا التي قاربت حسب إحصائيات يوم الثلاثاء، 8 آلاف إصابة، بينما بلغ عدد المتوفين بسبب الفيروس في ذات التاريخ 119 شخصا، بينهم أطفال، ليبلغ بذلك العدد الإجمالي لضحايا كوفيد 19 في تونس أكثر من 15 ألف مواطنا.
ويأتي هذا وسط انتقادات متواصلة لعجز السلطات عن تطويق أزمة انتشار الفيروس في أرجاء البلاد، وعن تسريع وتيرة التطعيمات التي شملت فقط 600 ألف مواطن من إجمالي 5 ملايين تعتزم تونس تطعيمهم.
وقال الأستاذ في علم الفيروسات وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، محجوب العوني، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية: " كل مؤشرات الوضع الوبائي في تونس تشير بالخطر، وقد فاق عدد المناطق الموبوءة وعدد الإصابات والموتى بالفيروس كل توقعاتنا، مما يعكس حالة انهيار المنظومة الصحية".
وأضاف أستاذ علم الفيروسات أن تونس مازالت بعيدة عن المناعة الجماعية، خاصة مع تراكم الطفرات وتنوع سلالات الفيروس ومنها السلالة الهندية الخطيرة، منوها إلى أن سلالات كورونا تحاول تحت ضغط التطعيمات الظهور في طيف جيني جديد يعطيها مناعة ضد اللقاحات.
كما أكد عضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا أن الالتزام الجدي بالبروتوكول الصحي والحصول على التطعيم، هو الحل الوحيد لإنقاذ الناس من كورونا، وخاصة في ظل عدم اقتناع عدد من التونسيين بتطبيق الحلول الفردية والجماعية وعدم توفر التطعيمات.
وفي آخر اجراءاتها لتطويق الأزمة الصحية، أعلنت الحكومة عن حزمة جديدة من القرارات من بينها ترخيص 840 عقد لإنجاز مستشفيات ميدانية في مختلف جهات البلاد حتى تتولى إيواء المرضى، الذين عجزت المستشفيات العامة عن استيعابهم وتوفير الرعاية لهم في ظل امتلاءها التام.
وتؤكد مصادر من داخل وزارة الصحة أن المنظومة الصحية توشك على الانهيار أمام التدفق الكبير للمصابين بكورونا منذ أسابيع.
من جهة أخرى تضج مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات وتدوينات ينشرها الأطباء والطواقم الطبية العاملين بأقسام الطوارئ في مختلف المستشفيات، للتأكيد على أن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المرضى.
وقال طبيب التخدير والإنعاش، زكرياء بوقيرة، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية: "دخلنا في المجهول بعد الأعداد القياسية المسجلة للإصابات بالفيروس"، مرجحا أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من الأعداد المعلنة.
وتوقع الطبيب بلوغ معدلات الوفاة جراء كورونا في تونس بحلول أواخر يوليو الحالي نحو 400 وفاة كل يوم، في أفضل الأحوال.
ويرجع زكريا بوقيرة تردي الأوضاع الصحية في تونس جراء جائحة كورونا إلى خيارات الدولة الخاطئة التي لم تأخذ التعامل مع الوباء بشكل جدي منذ البداية، وتم تسييس التعاطي مع الأزمة، وفق تعبيره.