نفت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، يوم الأحد، ما جرى تداوله، مؤخرا، عن استقبال أفواج من الحجاج المسيحيين، وقيام بعثات آثارية غربية بحملات تنقيب في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، مطلع شهر أكتوبر المقبل.
وكانت تقارير صحفية في العراق قد تحدثت عن قرب استقبال البلاد لنحو 13 ألف حاج مسيحي، وهو ما أثار جدلا على اعتبار أن وباء كورونا يمنع إقامة المناسبات الحاشدة.
وقالت الوزارة، في بيان، إن هذه الأخبار والتقارير عارية عن الصحة، لأنها مخالفة لتعليمات لجنة الصحة والسلامة.
وأوردت أن دور الوزارة يقتصر حاليا على تسهيل دخول عدد محدود من الزوار المهتمين بالآثار والوزارة، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، إسوة بالإجراءات المتبعة مع الصحفيين الأجانب وبعض الشخصيات التي تريد دخول البلاد للمشاركة في فعاليات مختلفة، وبما ينطبق مع شروط الصحة والسلامة.
وتعليقا على الموضوع، يقول حاكم الشمري، المتحدث باسم هيئة الآثار والتراث العراقية، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "لا توجد في الوقت الحالي أي خطط لفعاليات من هذا القبيل".
وأضاف المتحدث "لدينا مشروع متكامل لتطوير منطقة أور الأثرية من مختلف النواحي بما يجعل منها قبلة سياحية على المستوى العالمي، لكن الأمور لا زالت في بداياتها، ومن المبكر الحديث عن استقبال منطقة أور الأثرية التاريخية لسياح وحجاج من مختلف دول العالم".
عقبة الوباء
وأردف المتحدث "لا ننسى بالطبع أننا نعيش في زمن وبائي وجائحة كورونا لا زالت في أوجها، ونحن نراعي قرارات وتوصيات لجنة الصحة والسلامة الوطنية، فيما يتعلق بأنشطتنا وفعالياتنا في هيئة التراث والآثار وفي وزارة الثقافة بشكل عام".
ورغم غناه بمواقع أثرية وحضارية، يعاني قطاع السياحة العراقية، بحسب الخبراء، شأنه شأن مختلف القطاعات الحيوية والانتاجية في البلاد، من الجمود والركود واهتراء البنى التحتية وضعف الخدمات.
وسلطت زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، خلال شهر مارس الماضي، إلى العراق، الضوء حول العالم على مدينة أور الأثرية التاريخية، والتي أقام فيها الحبر الأعظم صلاة الأديان "من أجل أبناء وبنات إبراهيم"، وبمشاركة أتباع وممثلي مختلف الديانات والطوائف العراقية، تأكيدا على قيم السلام والتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية.
وعقب ذلك، أعلنت الحكومة العراقية اعتزامها ترميم المواقع الأثرية في مدينة أور، وتطوير بناها التحتية كي تصبح مقصدا سياحيا وثقافيا بارزا يعكس قيمتها الحضارية.
وتعد أور، بحسب مختلف الديانات السماوية، مسقط رأس النبي إبراهيم، وهو بمثابة الأب الروحي لتلك الديانات التوحيدية، مما يضفي رمزية خاصة عليها.