أضافت مصر، السبت، قاعدة 3 يوليو العسكرية إلى منظومة قواعدها البحرية، لتمثل نقاط ارتكاز جديدة للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط، ولمجابهة أي تحديات ومخاطر بالمنطقة.
وتقع قاعدة 3 يوليو في منطقة جرجوب بمحافظة مطروح، في أقصى شمال غرب مصر بالقرب من الحدود مع ليبيا، وهو ما يكسبها أهمية استراتيجية إضافية.
وحملت هذه القاعدة رسالة واضحة بحماية الأمن القومي المصري والعربي على حد سواء، وذلك خلال حفل افتتاح القاعدة الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
ويرى خبراء عسكريون ومحللون أن القاعدة، إلى جانب الأهداف المباشرة التي أنشأت لأجلها، فإنها تحمل بين طياتها هدفا يتمثل في حماية الأمن القومي المصري شمالا وغربا، ودعم أمن واستقرار ليبيا.
وتختص القاعدة بتأمين البلاد في الاتجاهين الشمالي والغربي، وتأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي.
حفظ الأمن القومي العربي
يقول مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء محمد الغباري، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن حضور قادة ومسؤولين العرب بحفل افتتاح القاعدة رسالة واضحة بمدى أهميتها في حماية الأمن القومي العربي.
وأضاف أن "في القلب من ذلك الأمن القومي لليبيا التي تواجه تحديات أمنية كثيرة منذ سنوات، في ظل سعي مصر لاستقرار دولة الجوار المباشر معها التي ترتبط معها بحدود ممتدة".
وأوضح الغباري أن "الأمن القومي المصري يرتبط بشكل مباشر مع ليبيا، ومن ثم فإن مصر تعزز وجودها العسكري في الاتجاه الشمالي الغربي للتصدي لأخطار الإرهاب، ومنع تسلل العناصر المرتزقة والإرهابية إلى داخل البلاد، والمساعدة في تأمين ليبيا من اتجاه مصر".
وفي رأي الخبير العسكري المصري، فإن هذه القاعدة تؤكد أن مصر تتمسك بالحل السياسي للأزمة الليبية وضرورة خروج المرتزقة والعناصر الأجنبية، و"حضور رئيس المجلس الرئاسي الليبي إشارة للوقوف معا إزاء هذه التحديات، فهو يرى القدرات العسكرية المصرية، وإن احتاجتها ليبيا فمصر لن تتأخر في مساعدتها. كان هذا تصريحا مباشرا من السيسي حينما وضع خطا أحمر سرت-الجفرة، وساعد في تهدئة الصراع المسلح في ليبيا، ومن ثم فإن هذه القاعدة البحرية الجديدة تدعم بلاشك الأمن القومي الليبي".
وأوضح الغباري أن "القوات المسلحة المصرية لها تخطيط استراتيجي متميز لزيادة قدرات الأمن القومي المصري طوال الوقت، وحساب التهديدات المحتملة، التي من بينها في هذا الوقت بالاتجاه الشمالي الغربي، ثم ترسيم الحدود البحرية والرغبة في استغلال المياه الاقتصادية، وبالتالي أصبح هناك تهديد من قوى إقليمية أخرى تريد التغول على حقوقنا الاقتصادية".
ووصف موقع قاعدة 3 يوليو البحرية بـ"المتميز"، حيث "أتى بنظرة استراتيجية لتقليص عامل الوقت، فلم تكن هناك أي مناطق تمركز للقوات البحرية سوى في مطروح، التي تبتعد عن السلوم بآخر الحدود المصرية نحو 250 كيلومترا، كان ذلك يتطلب زمنا أطول في الوصول إلى الأهداف هناك".
أهمية الموقع الاستراتيجي
وبحسب الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد حسن، فإن القاعدة البحرية الجديدة تعزز من قدرة مصر على حفظ مقدرات أمنها القومي ومعالجته بصورة استباقية ضد كافة التهديدات والتحديات، كما تحفظ الأمن القومي الليبي نظرا لقربها من الحدود الليبية وإطلالتها على البحر المتوسط.
وأوضح حسن في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن "هذه القاعدة تمثل تطورا تقنيا كبيرا للجيش المصري وأفرعه الميدانية. إنه الجيش الوحيد في المنطقة الذي يقوم بتشغيل أسلحة أميركية وروسية وصينية وفرنسية داخل ترسانته الجوية مثلا".
ولفت إلى أن القاعدة نقطة ارتكاز وانطلاق للدعم اللوجستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط، لمجابهة أي تحديات ومخاطر قد تتواجد بالمنطقة، وكذلك مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.
مواجهة الإرهابيين والقوات الأجنبية
أما الخبير العسكري عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب سابقا اللواء حمدي بخيت، فقال إن قرب القاعدة البحرية الجديدة من الحدود الليبية "يأتي في ظل نظرة استراتيجية من القيادة العامة للقوات المسلحة لمستقبل التهديدات المحتملة لمصر مع وجود العناصر الإرهابية والقوات الأجنبية في دولة الجوار ليبيا، وهو ما تحذر مصر منه".
وشدد بخيت في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أن "دعوة رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحضور افتتاح القاعدة يأتي للتأكيد على أهميتها في صون الأمن القومي الليبي، ومساندة مصر لليبيا في المضي قدما لاستعادة الاستقرار وحفظ الأمن الداخلي على كافة المستويات".