سادت حالة من التوتر بين العراق والولايات المتحدة، بعد القصف الأميركي الأخير الذي استهدف مقرا للحشد الشعبي قرب الحدود العراقية السورية.

وأعلن الحشد الشعبي في بيان، مقتل عدد من مقاتليه في الضربات الأميركية بمنطقة القائم في محافظة الأنبار، استهدفت "مقرات" لأحد ألويته، متوعدا بـ"أخذ الثأر".

وقالت مصادر في الحشد الشعبي إن 4 من مسلحيه قتلوا، كما دانت الحكومة العراقية القصف، معتبرة أنه انتهاك سافر لسيادة البلاد، وأعلنت أنها تدرس اللجوء إلى كل الخيارات القانونية لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.

أخبار ذات صلة

واشنطن: ضرباتنا لمواقع الحشد بين العراق وسوريا كانت "للردع"
واشنطن: قصف موالين لإيران في سوريا والعراق "يحمل رسالة"

موقف محرج

وقال سياسي مقرب من رئيس الحكومة العراقية، رفض الكشف عن اسمه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "المسألة تتعلق بأمن العراق القومي، وكذلك علاقاته مع الدول الأجنبية، خاصة أن الولايات المتحدة استهدفت الحشد من أجل إيصال رسائل إلى إيران وفق ما صرح به وزير خارجيتها. هذا خروج تام عن الاتفاقات بين الجانبين فيما يتعلق بإدارة الأزمة".

وأضاف السياسي العراقي أن "الحكومة تسعى إلى وضع أطر قانونية للحشد، من أجل إنهاء حالة الفوضى والانفلات ووجود المجموعات المسلحة، لكن على المجتمع الدولي إدراك أن هذا المسار ليس بالأمر بالسهل، وإنما بحاجة إلى توافق محلي وإقليمي ودولي".

ولفت المتحدث إلى أن "ما حصل ضرب حالة التوازن التي أرستها حكومة مصطفى الكاظمي، التي حققت تقدما جيدا خلال الأشهر الماضية".

وتعرضت المصالح الأميركية في العراق لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، فيما نسبها الأميركيون إلى فصائل موالية لإيران.

ما علاقة الاستعراض العسكري؟

واستغلت منصات إعلامية تابعة للفصائل المسلحة هذا الحدث، للترويج بأن الولايات المتحدة استهدفت الحشد الشعبي بسبب الاستعراض العسكري الذي أقيم قبل يومين في محافظة ديالى، بحضور الكاظمي.

وإن كانت حكومة الكاظمي تبدي موقفا أقل حدة في حال استهداف فصائل مسلحة في سوريا أو تلك التي لا تستهدف هيئة الحشد، فإن استهداف الحشد الشعبي أحرجها داخليا، خاصة في ظل الخطة التي أطلقها الكاظمي لاحتواء الحشد الشعبي وإطلاق مسار دمج أفراده ضمن المؤسسة العسكرية.

المحلل السياسي العراقي عماد محمد، يرى أن "الضربة الجوية ستصب في صالح العراق، وستقلل من قدرة الفصائل والمجموعات المسلحة على المناورة، خاصة أنها استهدفت مراكز يعتقد أنها للطائرات المسيرة، السلاح المفضل لدى حلفاء إيران، كما أنها توصل رسائل على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية، وبما أن تلك المجموعات اختارت أن تكون تحت المظلة الإيرانية فعليها تحمل وزر ذلك".

وأضاف محمد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الرفض العراقي مفهوم، فهو يسعى إلى إبعاد أراضيه عن منطق الرسائل الصاروخية، وكذلك عدم إثارة المجموعات المسلحة وأنصارها، لذلك يأتي كرد فعل طبيعي".