يعلق كثيرون في لبنان الآمال على الموسم السياحي الصيفي، لعله ينعش البلاد الغارقة في الأزمات المتلاحقة، فيما لم يتأخر القادمون بعد غيبة عن مساعدة أهاليهم على مواجهة الأوضاع الصعبة.

وبعد أشهر من الغياب بسبب جائحة كورونا، بدأت حركات الطائرات القادمة إلى مطار رفيق الحريري في بيروت في الازدياد، حاملة أبناء لبنان المحملين بالأشواق، والهدايا أيضا.

وتركت جائحة كورونا والأزمات التي خلفتها أثرها على المغتربين اللبنانيين، ومع ذلك فإنهم لم يبخلوا في جلب الهدايا، وفوق ذلك جلبوا معهم حليب الأطفال والأدوية والمسكنات وعلاجات الأمراض المزمنة، شعورا منهم بحاجة ذويهم إليها وفقدانها من الصيدليات.

وعبر قادمون في قاعة الوصول في مطار رفيق الحريري الدولي لموقع "سكاي نيوز عربية" عن دعمهم لأهاليهم ووطنهم، لا سيما في هذه الظروف الصعبة، وقالوا إنهم حملوا معهم حقائبهم حليب الأطفال والأدوية، آملين أن تسهم زيارتهم الصيفية في انتعاش ولو بسيط في أوضاع ذويهم.

عندما يضيق الوطن بأبنائه

وقال المغترب جمال الأيوبي الذي وصل من بلد عربي: "بمجرد علم أحدهم بعودتك إلى لبنان تتسارع الاتصالات التي تطلب منك حمل بعض الأدوية للأهل، فالمغترب يتعاطف مع ذويه في لبنان".

وأضاف الأيوبي: "غالبية الحقائب محملة بالأدوية بدءا من حبة البنادول وصولا إلى أدوية الأمراض المزمنة".

أخبار ذات صلة

لبنانيو الخارج: لن نقبل تهميشنا في الانتخابات المقبلة
غضب "الليرة والدولار".. كيف صارت مصارف لبنان ساحة احتجاج؟

وقالت اللبنانية التي تحمل أيضا الجنسية الأميركية رنا شريفة، لموقع "سكاي نيوز عربية": "قطعت المسافات وعبرت البحار إلى مدينة صيدا، لأحمل العلاج لأمي وللأهل والأصدقاء".

وأضافت: "كنت من أوائل الوافدين إلى لبنان وسأبقى حتى نهاية العطلة. لفتني أثناء رحلة العودة في مطار شارل ديغول (في باريس) أن معظم ركاب الطائرة التي أقلتني بعد وصولي من الولايات المتحدة كانوا لبنانيين، مما يعني أن اللبنانيين المقيمين في فرنسا أيضا كانوا متوجهين إلى لبنان".

وقالت حنان غادر: "قريبا سأكون في بيروت محملة بعلب الأدوية إلى أهلي وأهل أصدقائي في بلاد المهجر".

ووفق مصادر خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن عدد القادمين إلى لبنان خلال الأيام الماضية ارتفع بشكل كبير، خاصة من الولايات المتحدة ودول الخليج وإفريقيا.

وتظهر الأرقام ارتفاعا في أعداد القادمين إلى لبنان مقارنة بسنوات سابقة، خاصة من الولايات المتحدة الذين يحتلون أعلى اللائحة من حيث العدد، حيث يعودون لزيارة الأهل والسياحة نظرا لانخفاض التكلفة، ويحملون معهم احتياجات ذويهم من الأدوية وحليب الأطفال الشحيح في لبنان.

 ويقول رئيس مطار رفيق الحريري الدولي المدير العام للطيران المدني بالتكليف فادي الحسن، لموقع "سكاي نيوز عربية": "بدءا من شهر يونيو الجاري، بدأت حركة الوافدين إلى مطار رفيق الحريري الدولي تتزايد وقدرت بـ8 آلاف راكب يوميا، وهي نسبة جيدة مقارنة بالوقت نفسه من عام 2019 أي بزيادة تبلغ 40 بالمئة، علما أن وضع لبنان كان حينها بألف خير".

وأضاف الحسن: "يعتبر مطار رفيق الحريري اليوم من أقوى المطارات في العالم، خصوصا مقارنة بتلك التي توقفت بسبب جائحة كورونا، فمطارنا في الطليعة وهذا يعطي البلد دفعة إيجابية".

 ونوه الحسن بالخطوة التي قامت بها الدول الأوروبية مؤخرا، حيث فتحت مطاراتها أمام الرحلات القادمة من لبنان وتم تصنيفه من البلدان البيضاء، وهذا من شأنه أن يزيد من حركة نقل الركاب في يوليو المقبل.

وتوقع المسؤول أن يسجل شهر يوليو ارتفاعا كبيرا "خصوصا إذا ترافق مع حلحلة للوضع الحكومي والاقتصادي رقما قياسيا في عدد الوافدين إلى بيروت عبر المطار"، فيما ينتظر أن يلامس عدد الوافدين 11 ألف راكب يوميا.

وأشار الحسن إلى أن "نسبة اللبنانيين المغتربين من القادمين ككل في الطليعة حاليا"، لافتا إلى نسبة أخرى تليها هي للعراقيين الذين بدأوا يقصدون لبنان إما للسياحة أو بهدف متابعة علاجهم.

وعن الازدحام الذي يشكو منه الوافد، قال الحسن إنه قام برفقة لجنة كورونا بجولة تفقدية، اتخذ بعدها تغييرات أبرزها عدم التواجد في قاعة الاستقبال نهائيا.

وفيما يتعلق بإجراء فحوص الـPCR، قال الحسن إن "إجراءات عاجلة اتخذت من شأنها تسريع العملية"، ووعد بتنظيم استلام الحقائب بدءا من الثلاثاء المقبل.