تناقلت مواقع متخصصة في التسليح صورة غير مألوفة لطائرة مقاتلة ليبية، تبدو أجنحتها وكأنها لا تتسق مع بدنها في الأبعاد وحتى الطلاء، ووصفتها المواقع بـ"طائرة فرانكشتاين"، نسبة إلى القصة الأسطورية التي تدور حول عالم قام بصناعة وحش من أجزاء بشرية مختلفة.
وعلقت مصادر مطلعة لــ"سكاي نيوز عربية" بقولها إن الطائرة من طراز "ميغ 23"، ونجح مهندسو وفنيو سلاح القوات الجوية في الجيش الوطني الليبي من إعادتها إلى الخدمة بعدما أجروا بها تعديلات غير مسبوقة، حيث لجأوا إلى استخدام قطع غيار من طائرات أخرى لتشغيلها.
تعديلات جديدة
وبحسب المصادر ذاتها فإن الكوادر الفنية قامت بتجميع جناحين أيمن وأيسر من مقاتلتين مشطوبتين من الخدمة في جسد الطائرة، لتعود إلى الخدمة مجددا، موضحة أنها شاركت في العمليات القتالية التي جرت خلال المدة الماضية، وعملت بكفاءة.
وهذه المقاتلة- حسب المصادر- استخدمها الجيش الليبي الوطني في البداية خلال المواجهات التي بدأت 2014 ضد الجماعات الإرهابية التي كانت تنتشر في شرق ليبيا.
ولتفادي خروج الطائرة ذات النسخة المتقادمة من الخدمة، لفتت المصادر إلى أن الجيش لجأ إلى إعادة تأهيلها ويسعى للحفاظ بشتى الطرق على مقاتلاته الأخرى، وفق الإمكانات المتاحة لديه، كي تستمر الأسراب المختلفة في العمل، رغم من تنوع نماذجها.
وسبق أن نفى الناطق باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، الاستعانة بطائرات أجنبية خلال المواجهات التي خاضها الجيش ضد المجموعات المسلحة، قائلا إن الكوادر الفنية الليبية تمكنت بجهود ذاتية من إعادة تشغيل عدد من الطائرات المقاتلة التي خرجت من الخدمة، وذلك في ظل القرار الأممي الذي يفرض حظرا لتوريد الأسلحة إلى ليبيا.
مشهد لا يصدق
ويعلق المحلل العسكري حسام حامد بأن رؤية هذه الطائرة تحلق في السماء سيكون مشهدا "لا يصدق" بالتأكيد، في ظل ما أجري عليها من تعديلات محورية، ما يجعل الأمر بالغ الصعوبة في التحكم بها من قبل الطيار.
ويشرح حامد أن الطائرة التي جرى تعديل جناحيها، باستخدام آخرين من طرازين مختلفين ينتج عنه "عدم اتزان" المقاتلة خلال حركتها في الهواء، فيما يعرف بـ"الديناميكا الهوائية"، ما يمثل تحديا حقيقيا لقائد الطائرة.
يذكر أن سلاح الجو الليبي قبل عام 2011، كان يضم 273 مقاتلة، و41 طائرة عمودية مسلحة، في غالبيتها روسية الصنع من الحقبة السوفيتية، وعدد من الطرازات الفرنسية والإيطالية، إلا أنها لم تكن جميعا في الخدمة.
وبعد الأحداث التي أنهت نظام الرئيس الليبي معمر القذافي، واستهدف بعضها الجيش الليبي ومخازن السلاح، لم يتبق سوى عدد قليل من الطائرات التي مازالت تعمل حتى اليوم.