تكثف السلطات الصّحية في الجزائر من حملة التطعيم ضد كورونا المُباشرة منذ يناير الماضي، حيث تم إطلاق الحملة الوطنية لعملية التلقيح في مراكز التلقيح الخارجية، أي "الفضاءات الإضافية الجوارية" خارج الهياكل الصحية، بداية شهر يونيو.
ومن المنتظر أن تستمر الحملة ابتداء من الجزائر العاصمة، ثم تنتقل إلى 20 محافظة أخرى، قبل أن تعمم على جميع محافظات البلاد.
وتدخل هذه الحملة الإضافية في التطعيم ضد كورونا بقصد تدعيم الوحدات الصحية الأساسية التي شرعت في عملية التطعيم منذ يناير الماضي.
وتمس هذه العملية كل المواطنين سواء المسجلين وغير المسجلين في الأرضة الرقمية التي خصصتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للعملية.
وقد جددت وزارة الصحة الجزائرية في بيان لها دعوتها إلى جميع الأشخاص الراغبين في التلقيح ضد كوفيد-19 للتوجه نحو الهياكل الصحية أو الأماكن المخصصة لذلك.
وذكرت الوزارة أنه في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19، تم تخصيص مراكز وخيم تطعيم خارج المستشفيات والعيادات الصحية لتسهيل عملية تلقيح المواطنين، داعية إياهم حسب المصدر ذاته، إلى إحضار وثيقة الهوية بغية "متابعة أفضل لعملية التلقيح".
حملة تطعيم داخل "خيام صحية"
وكانت الجزائر قد شرعت في حملة تطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا منذ 29 يناير الماضي، بعدما استلمت 500 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك في" الروسي في البداية لتستقبل مع الأسابيع اللاحقة جرعات أخرى من مختلف اللقاحات، وتهدف هذه الحملة وفق رئيس اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا إلى "تطعيم نحو 80 في المئة من المواطنين خلال أشهر".
وبعد 5 أشهر من العملية تم تطعيم ما يقارب مليوني مواطن، في حين استلمت الجزائر أكثر من 2.5 مليون جرعة من مختلف اللقاحات المضادة لكوفيد-19، وحسب عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا، البروفيسور رياض مهياوي فإن "الجزائر ستستلم قبل نهاية شهر يونيو الجاري 4 ملايين جرعة من مختلف اللقاحات".
الجدير بالذكر أن عدد الجرعات التي اقتنتها الجزائر لحد الآن بلغ قرابة 2 مليون و500 ألف جرعة.
وقد استقبلت خيام التطعيم في ساحة كيتاني ببلدية باب الوادي بالجزائر العاصمة منذ بداية الشهر الحالي، المواطنين الراغبين في تطعيم أنفسهم ضد كوفيد-19 وقد زادت أعدادهم مع الوقت، حيث قدموا استجابة للدعوة التي أطلقتها السلطات الصحية من أجل التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 في هذه الفضاءات العمومية التي أخذت شكل "خيام صحية".
وقد استفاد المواطنون من نوعين من اللقاحات هما "سينوفاك" لذوي 18 سنة إلى 50 سنة و"أسترازينيكا" للذين تتجاوز أعمارهم الـ 50 سنة.
وقد أعرب عدة مواطنين من مختلف الأعمار عن تثمينهم لهذه المبادرة، مؤكدين في السياق ذاته استجابتهم لدعوات الأطباء، خاصة أن الأجواء كانت مريحة داخل خيم وفضاءات مفتوحة، تم ترتيب داخلها كل أطوار البروتوكول الصحي قبل تلقي جرعات اللقاح في ظل أجواء تنظيمية محكمة.
أخصائيون يشيدون
وقد نوه العديد من الأخصائيين بهذه الطريقة في إيصال اللقاح إلى المواطن، مؤكدين على ضرورة تكثيف التطعيم في المرحلة المقبلة، خاصة أن العالم في صراع مع الوقت للتغلب على الجائحة من خلال الاستمرار في التطعيم بهدف الوصول إلى المناعة الجماعية.
ويصف الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية وباحث في علم الفيروسات هذه الحملة التي أطلقتها السلطات الصحية في الجزائر بداية الشهر، من أجل تكثيف التطعيم ضد الفيروس التاجي بـ"الحملة الجوارية" التي فرضتها "الضرورة العلمية".
وأكد ملهاق في اتصال مع "موقع سكاي نيوز عربية" أن هذه الخطوة "تعتبر استجابة لرأي الأخصائيين بضرورة التسريع والتكثيف من التطعيم للقضاء على فيروس كوفيد-19، خاصة مع بداية انتشار بعض السلالات المتحورة بغية الوصول إلى مناعة جماعية".
وفي غضون ذلك، يرى ملهاق أنها "الطريقة المثلى لتطويق الفيروس والتقدم شيئا فشيئا نحو المناعة الجماعية التي تفرض نسبة 70 في المئة من تطعيم المواطنين".
من جانبه، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية للأمراض المعدية، الدكتور محمد يوسفي في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أن هذه الحملة الصحية في الفضاءات العمومية "تندرج ضمن استراتيجية التطعيم الشامل للوصول إلى أكبر عدد من الملقحين"، بالمقابل، أوضح الدكتور يوسفي إلى أن هذه الحملات الجوارية "تحتاج إلى إمكانيات لوجستية وجرعات كافية من اللقاح".