تشهد تونس تفاقما لأزمة كورونا، فيما وصل المعدل الوطني للعدوى بالفيروس في البلاد إلى 241 حالة لكل 100 ألف شخص، وسط مخاوف من تفشي الوباء على نطاق أوسع.
وقالت وزارة الصحة التونسية، إن نسبة الإنذار أصبحت مرتفعة جدا، خلال الـ14 يوما الأخيرة في عدد من المناطق المحافظات، التي تجاوز فيها معدل العدوى أكثر من 100 حالة لكل 100 ألف نسمة.
ويبدو الوضع الوبائي أكثر كارثية في مناطق بعينها، حيث تجاوز معدل انتشار العدوى 400 حالة لكل 100 ألف نسمة، وسجلت هذه الأرقام في محافظات القيروان وباجة وزغوان وسليانة ومناطق منوبة ونابل وجومين والكاف وسيدي بوزيد والمكناسي وبن قردان ورمادة.
ورفضت السلطات فرضت حجرا صحيا شاملا داخل المناطق الموبوءة التي تتوزع على كل جهات البلاد، غير أن التقيد بإجراءاته يبدو ضعيفا، خاصة أمام ضعف الرقابة على تطبيق الحجر والالتزام به.
ووصف المدير الجهوي للصحة بمحافظة بنزرت، شمالي البلاد، جمال الدين سعيدان، أن الوضع في المحافظة بالخطير، معلنا إغلاق تسع مناطق ذات نسبة إنذار مرتفعة فاق بعضها معدل 496 إصابة لكل 100 ألف نسمة، وأبدى مخاوفه إزاء احتمال امتلاء المستشفيات عن آخرها.
في غضون ذلك، قال مدير الصحة الوقائية بمحافظة سليانة شمالا، حسن المناعي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن نسبة التحاليل الإيجابية بلغت أكثر من 62 في المئة، وهي أعلى نسبة في البلاد، بعدما كانت المحافظة تسجل صفر إصابات لأشهر طويلة.
دعوة إلى الوقاية
في غضون ذلك، دعت وزارة الصحة كافة المواطنين إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية وتطبيق البروتوكولات الصحية، من أجل التحكم في انتشار الفيروس وكسر حلقات العدوى.
من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم رئاسة الحكومة التونسية، حسناء بن سليمان، في مؤتمر صحفي الجمعة، مواصلة تطبيق الإجراءات المعتمدة لمجابهة فيروس كورونا على كامل أراضي البلاد، ومن بينها منع التجول بداية من الساعة العاشرة مساء إلى غاية الساعة الخامسة صباحا، حتى يوم 11 يوليو المقبل.
وقررت السلطات مواصلة "تطبيق جميع التدابير الوقائية والبروتوكولات الصحية في الأماكن المفتوحة للعموم، خاصة النزل وقاعات الأفراح والمؤتمرات والمقاهي والمطاعم وتحديد طاقة استيعابها الجماعية في 30 في المائة داخل الأماكن المغلقة و50 في المئة في الأماكن المفتوحة"، دون أن يتم غلقها بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ووصفت المتحدثة باسم وزارة الصحة، نصاف بن علية، الوضع الوبائي في البلاد بالخطير جدا، مؤكدة أن وحدات الرعاية المركزة في المستشفيات باتت مشغولة بالكامل.
وأوضحت وزارة الصحة في آخر مؤشراتها المعلنة أن تونس سجلت، في الأيام الأخيرة، إصابة مواطنين بالسلالة الهندية الخطيرة "دلتا" من بينهم رضع، كما تم رصد حالات خطيرة لإصابات بالسلالة البرازيلية سريعة الانتشار، فضلا عن السلالة البريطانية التي تعد الأكثر انتشارا في تونس (42 في المئة) والسلالة الأصلية لكورونا، إضافة إلى حالات متفرقة من جنوب إفريقيا.
وقالت الأستاذة الجامعية الاستشفائية المبرزة في علم المناعة بمعهد باستور، سمر صمود، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنهم الخبراء سبق لهم أن طالبوا بفرض حجر صحي شامل في البلاد غير أن السلطات لم تستجب، مؤكدة أن الوضع الوبائي خطير، وقالت إنها حذرت من هذا "الطوفان" منذ أبريل الماضي، مما عرضها للانتقادات، على حد قولها.
ودعت الخبيرة الصحية، المواطنين إلى "حماية أنفسهم بأنفسهم والتزام بيوتهم أمام خطورة السلالة الهندية"، التي قالت إنها تنتشر أسرع بـ 60 في المئة مقارنة بالسلالة البريطانية السريعة، كما تزيد دخول المستشفى بمرتين مقارنة بالسلالات الأخرى وتصيب الأطفال والشباب.
وحثت أستاذة علم المناعة الحكومة التونسية على الاستفادة من فترات الحجر الشامل والمسارعة لاقتناء عدد أكبر من التطعيمات، موضحة أن تونس حاليا في وسط موجة مرعبة من انتشار الفيروس وعليها المسارعة بتكثيف التطعيمات فور تجاوزها.
وبدوره، أكد رئيس لجنة الصحة بالبرلمان التونسي، العياشي الزمال، في تصريحات إعلامية، أن تونس ستتسلم 5 ملايين جرعة من لقاح "فايزر بيونتيك"، خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
يأتي ذلك في وقت تشكو فيه البلاد من ضعف في التطعيم، بسب عدم توفر الجرعات اللازمة، حيث لم تتمكن السلطات الصحية منذ بدء حملة التطعيمات في مارس الماضي سوى من تطعيم ما يقارب من 500 ألف شخص فقط بجرعتين كاملتين.