انتقد سياسيون سابقون ومحللون ليبيون عدم وضع إطار زمني لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية في مؤتمر "برلين 2"، الذي اختتم في العاصمة الألمانية، الأربعاء،
وخلال المؤتمر الدولي الذي حضره وزراء خارجية الدول المعنية بالشأن الليبي، أطلق رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مبادرة لدعم الجهود السياسية في بلاده من محاور تحت عنوان "استقرار ليبيا".
وتضمنت الكلمة ضرورة الانسحاب الكامل للمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، محذرا من أن "الخلاف الداخلي والمصالح يعيقان مسيرة الانتخابات، مؤكدا "سنتجاوز كل العقبات لإجراء الانتخابات في موعدها"، في إشارة إلى الخلافات الداخلية حول مصير المرتزقة والقوات الأجنبية وموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة ديسمبر المقبل.
واتهم البرلمان كجزء من هذا الخلاف، قائلا: "لم نر الجدية من المؤسسات التشريعية للوصول إلى القاعدة الدستورية. لذلك نطالب الأطراف الليبية بوقف التعطيل والالتزام بالتعهدات".
أما على مستوى الحاضرين من الدول الأخرى، ففي ختام مؤتمر "برلين2" صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بأن رحيل المرتزقة من ليبيا سيتم بشكل تدريجي.
وخلال المؤتمر الختامي برر ماس الخروج التدريجي بأنه جرى "تفاهم بين تركيا وروسيا على سحب تدريجي للقوات من ليبيا، للحفاظ على التوازن"، وأن الانسحاب "لن يحدث بين عشية وضحاها".
"منتقاة بعناية وبروتوكولية"
من جانبه، وصف الإعلامي الليبي عبد العزيز أغنية في حديثه لـموقع "سكاي نيوز عربية" أن "كلمة الدبيبة بأنها منتقاة بعناية وبروتوكولية لامست العديد من النقاط المهمة"، إلا أنه أبدى عدم رضاه عنها، معتبرا أنها "لا تعكس الواقع الميليشياوي القائم في البلاد".
وحذر أغنية من أن تركيا تحاول الإبقاء على قواتها ومرتزقتها داخل الأراضي الليبية بأن تضفي عليهم صفة "الخبراء الأمنيين" للتملص من مطالب المجتمع الدولي بخروج المرتزقة، مستغلة في ذلك تأييد بعض أعضاء داخل السلطات الحاكمة بليبيا لها.
"الإطار الزمني"
وبحسب الباحث السياسي الليبي كامل المرعاش فإن هناك خلافات بين أعضاء الحكومة حول بقاء المرتزقة الذين استجلبتهم تركيا، معتبرا في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه كان يلزم أن تتضمن كلمة رئيس الحكومة إطارا زمنيا لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية، وربط هذا بموعد الانتخابات نهاية العام الجاري.
وفي تقدير الدبلوماسي الليبي السابق، السفير رمضان البحباح، أن كلمة رئيس الحكومة شملت كل النقاط بشكل عام، غير أنها لم تقدم ما أنجزته الحكومة بشكل واقعي، كما لم تقدم خطة واضحة للحل.
واعتبر البحباح في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن حديث الدبيبة عن خطة أمنية لتأمين الانتخابات "مجرد وهم"، مبررا ذلك بأن بعض أعضاء الحكومة يلتقون بالميليشيات في حفلات تخرج تُقام لها كأنها قوات نظامية، ويصفونها بـ"الأبطال".
الاتهامات ومرتزقة جدد
أما المحلل السياسي الليبي، محمد يسري، فعلّق لموقع "سكاي نيوز عربية" على اتهام الدبيبة للمؤسسة التشريعية بالتراخي في إنجاز القاعدة الدستورية اللازمة لإتمام الانتخابات بقوله، إن هذا الاتهام يصب في مصلحة الحكومة لاعتماد الميزانية التي "تشوبها مخالفات كثيرة" وأرقام بالملايين لا يوجد لها أبواب صرف أو بنود وخطط واضحة لذلك.
ولم يتفاءل المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي السابق، محمد السلاك، بتعهدادت الدبيبة ببذل مزيد من الإصلاحات في القطاعات الخدمية، قائلا إنها "تظل مجرد سراب وهدف بعيد المنال، فما تزال مشكلة انقطاع التيار الكهربي لساعات طويلة وغياب السيولة النقدية في المصارف".
وفيما يخص حديث الدبيبة عن إخراج المرتزقة، يقول السلاك لموقع"سكاي نيوز عربية" إنه يلزم أن تتحدث الحكومة بشكل حزما في التأكيد على إخراج كافة المرتزقة من كافة الجنسيات.
ولفت إلى أنه جرى جلب 200 مرتزق سوري جديد إلى ليبيا قبل أيام من انعقاد مؤتمر "برلين2" "ما يعني أن الأمر لا يزال يشكل خطرا كبيرا".