بعد أسابيع من تحذيرات اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا في تونس من موجة رابعة للوباء أشد فتكا من سابقاتها، بلغت الاثنين نسبة التحاليل الإيجابية لتقصي فيروس كورونا 60 بالمئة في عدد من المحافظات وسط البلاد وشمالها، بينما بلغ معدل الإصابات على المستوى الوطني 30 بالمئة.

وتفيد مصالح وزارة الصحة بأن المستشفيات تستقبل يوميا عددا كبيرا من المرضى يتراوح بين 1500 و2000 مريض، كما فاقت الحاجة لأسرة الإنعاش طاقة الاستيعاب بكثير ما أدى إلى تسجيل معدل وفيات قدر بـ2000 شخص شهريا.

وقال عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا أمان الله السعدي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "الوضع الوبائي يعد أكثر من كارثي".

وذكر أن كل أعضاء اللجنة العلمية حذروا طويلا من الوصول إلى هذه المرحلة الصعبة، وأقر أن "الوضع أصبح مأساويا خصوصا مع ما وصفه بـ"انعدام تام لاحترام الإجراءات الوقائية وفرض تطبيقها من قبل السلطات".

كما لم يستبعد أن يخرج الوضع عن السيطرة قريبا بحكم تسارع انتشار العدوى في حلقات واسعة وما تشهده الإطارات الطبية من إنهاك واستنزاف وما تعانيه المؤسسات الاستشفائية من نقائص كبيرة وصعوبات يومية.

وزير الصحة التونسي

من جهته، أعلن وزير الصحة فوزي المهدي خلال ندوة صحفية الثلاثاء أن معدل الإصابات بفيروس كورونا بلغ 203 حالة على كل 100 ألف ساكن، وفي المحافظات التي شملها الحجر الصحي الإجباري تجاوز العدد 400 حالة لكل 100 ألف ساكن.

وكشف المهدي عن وجود عدد مرتفع من الإصابات في محافظات منوبة والقصرين وسيدي بوزيد وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا لتفادي تأزم الوضع.

أخبار ذات صلة

تونس تدخل الحجر الصحي الشامل وإغلاق ولايات لمجابهة كورونا
الغلاء قادم.. الحكومة التونسية تتحرك لنزع "فتيل الأزمة"
تونس.. خبراء يحذرون من موجة رابعة لفيروس كورونا
ولاية تونسية في خطر شديد.. نداءات استغاثة ومطالب بتدخل الجيش

وأكد أن المسح الذي قامت به وزارة الصحة كشف أن 30 بالمئة من التونسيين أصبحت لديهم مناعة ضد كورونا، كما أثبت أن سكان الجهات التي تشهد انتشارا واسعا للعدوى لديهم أقل مناعة من غيرهم.

وأضاف وزير الصحة أن نسبة استغلال أسرة الإنعاش بلغت 83.2 بالمئة من بين 750 سرير إنعاش ونسبة استغلال أسرة الأكسجين بلغت 70.6 بالمئة من إجمالي 2431 سرير أكسجين.

هذا وقد أقرت السلطات، الاثنين، فرض الحجر الصحي الشامل في محافظة القيروان وسط البلاد وهي الأكثر تضررا وقد أطلقت عدة نداءات استغاثة خلال الأسبوع الماضي لمعاضدة مجهودات المستشفى الجهوي ونجدة الأهالي.

وتوقع المدير الجهوي للصحة بالقيروان محمد رويس أن سلالة سريعة العدوى انتشرت في المدينة ولم تستثن أحدا بمن فيهم الأطفال في انتظار صدور نتائج التقطيع الجيني من قبل معهد باستور بداية الأسبوع القادم للكشف عن طبيعة هذه السلالة.

وأكد رويس في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" أنه تم تركيز مستشفى ميداني عسكري يوفر 14 سرير إنعاش و6 أسرة للأكسجين وخيمة ستخصص لعمليات التقصي عن الإصابات مما سيدعم الإطارات الصحية في التكفل بالمرضى.  

وتحدث المسؤول عن استمرار ارتفاع نسبة الحالات الإيجابية بأكثر من 50 بالمئة من التحاليل اليومية، وتوافد كثيف للمرضى على المستشفى وتزايد طلبات الإيواء.

وأشار إلى أن عدة عوامل ساهمت في انتشار الوباء في القيروان أبرزها عدم الإقبال بشكل لافت من قبل المتساكنين على التطعيم إلى جانب عدم احترام لمقتضيات الحماية الفردية والجماعية.

وفي محافظة زغوان شمال البلاد يبدو الوضع أيضا محرجا وقد أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية أن الوضع الصحي بالولاية خطير جدا ويتطلب تطبيق إجراء الحجر الصحي الشامل لتفادي انهيار المنظومة الصحية بالجهة.

يأتي ذلك مع تباطء نسق التطعيم المضاد للفيروس في كامل البلاد بسبب عدم حصول تونس على الجرعات اللازمة.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، الاثنين، أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين تلقوا التطعيم بجرعتين لم يتجاوز 417.751، بينما تأمل تونس في تطعيم 5 ملايين مواطن وهو ما يبدو صعب التحقيق بالنظر لنسق عمليات التطعيم ومدى توفر اللقاحات.