تجددت الاشتباكات صباح الجمعة في مدينة العجيلات الليبية غرب طرابلس بين ميليشيات تتبع تنظيم الإخوان استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة وسط أنباء عن سقوط قتلى ومصابين.
وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية الليبية لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ديوان الوزارة بالعاصمة طرابلس يعقد اجتماعات مكثفة لاستعراض الأوضاع الأمنية بمدينة العجيلات .
وأكد المصدر أنها دفعت بعدد من عناصرها إلى مدينة العجيلات للعمل على حفظ الأمن والحد من الأفعال المجرمة، واتخاذ الإجراءات المرجو منها وضع إطار فاعل لتنفيذ أوامر القبض والإحضار الصادرة عن النيابة العامة وتحت إشرافها.
وأوضح أن الاشتباكات مازالت مستمرة وأن الجانبين رفضا محاولالت التهدئة.
اشتباكات منذ أسبوع
وتشهد مدينة العجيلات الليبية التي تبعد عن العاصمة طرابلس حوالي 80 كيلومتر على مدار أسبوع كامل اقتتال بين ميليشيات تتبع تنظيم الإخوان أسقطت عشرات المدنيين بين قتلى ومصابين في تطور استدعى إعلان وزارة الداخلية الليبية حالة الطوارئ.
وقال شهود عيان من مدينة العجيلات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الاشتباكات وقعت بين ميليشيات محمد بحرون الملقب بــ"الفار" المطلوب على ذمة قضايا إرهاب والمقرب من مجلس الدولة، خالد المشري، وعضو المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي، حيث تتمركز في مدينة الزاوية، وميليشيات محمد بركة الملقب بـ"الشلفوح" حيث تتمركز في مدينة العجيلات.
وكان "الفار" و"الشفلوح" يقاتلان في إطار ما يسمى "عملية فجر ليبيا"، وهو تجمع ميليشيات تحت قيادة تنظيم الإخوان أثناء الهجوم على العاصمة طرابلس.
وأكد الشهود أن مستشفيات المدينة استقبلت عشرات القتلى والمصابين هي حصيلة اشتباكات أيام متتالية دون توقف مشيرين إلى أن المدينة توقفت مظاهر الحياة فيها بسبب القصف بالأسلحة الخفيفة والثقيلة على الأحياء.
صراع على السيطرة
وأوضح الشهود أن سبب الاشتباكات هو اختلاف على فرض السيطرة على بعض المناطق أدت في النهاية لضرب بعض الحواجز الخاصة بميليشيات "الشلفوح" التي تتمركز في العجيلات.
واستنكر مجلس النواب الليبي، بأشد العبارات، الاشتباكات المسلحة في مدينة العجيلات والمدن المجاورة لها، ما عرض حياة المواطنين للخطر والقتل والتي طالت أيضا الممتلكات الخاصة والعامة بالخراب والدمار.
وبحسب بيان مجلس النواب الذي حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، بشأن الأحداث بمدينة العجيلات، فإن المجلس أدان ما أسماه "العبث بحياة المواطنين وأعمال الترويح التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المنازل والمؤسسات العام".
وحمل البيان المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وكافة الأجهزة الأمنية كامل المسؤولية عن هذه الأعمال وضرورة تحملهم المسؤولية في بسط الأمن وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في تلك المدن.
نتائج العبث الإخواني
وقال الباحث السياسي، سلطان الباروني، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هذه الاشتباكات تؤكد حجم العبث الذي سببه تنظيم الإخوان في احتضان المجرمين والإرهابيين ومدهم بالسلاح للقتال وفق مصالحه في البلاد.
وأضاف الباروني أن "الفار" مقرب من مشري المرتبط بالإخوان، ومقرب أيضا أيضا من اللافي إلى أن الهجوم الذي نفذه بالتأكيد بعلمهم إن لم يكن بأمرهم.
وأوضح الباروني أن الإخوان احتضنوا "الفار" واستخدموه في "فجر ليبيا" التي انقلب فيها على الشرعية المنتخبة.
وأكد الباروني أن اشتباكات العجيلات هي رسالة من تنظيم الإخوان الإرهابي بأن الانتخابات إذا لم تسير بما يريدوه أو يتمنوه فسيتكلم السلاح ويكون له الكلمة العليا.
ونبه الباروني إلى أن الإخوان قادرون على تحريك ميليشيات في الغرب الليبي حيث نفوذهم، محذرا من أنهم قد يلغون الانتخابات بقوة السلاح، وأن اشتباكات العجيلات ما هي إلا تجربة لما قد يحدث حال عدم تنفيذ رغباتهم السياسية.
وكانت مجموعة "الفار" المطلوبة لدى السلطات الليبية على ذمة القضية "داعش 131" هاجمت بالأسلحة الثقيلة مدينة العجيلات، وقصفت منزل "الشلفوح" الموالي لجهاز دعم الاستقرار، الذي يقوده أغنيوة الككلي، الجمعة الماضي.
وتسبب هجوم "الفار" على العجيلات في سقوط 7 قتلى في الاشتبكات العنيفة حينها.