تواصل قوات الجيش الوطني الليبي حربها ضد الإرهاب لتجفيف منابعه والتصدي للجماعات المتطرفة، التي تريد جعل الجنوب ملاذا آمنا لها مستغلة الأوضاع السياسية المضطربة التي تعاني منها ليبيا منذ عام 2011.
وأمرت القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه وحدات من كتائب المشاة بالتوجه للمنطقة لدعم غرفة عمليات تحرير الجنوب الغربي في الاتجاه الاستراتيجي، مؤكدة في بيان لها أن هذه التحركات أن هذه التحركات لتعقب الإرهابيين وطرد العصابات المرتزقة الأفارقة التي تهدد الأمن والاستقرار وتمارس النهب والسرقة والتخريب والتهريب بأنواعه.
وأشار البيان إلى ضرورة وقف تصعيد العصابات التكفيرية للعمليات الإرهابية في الجنوب الغربي خاصة بعد استهدافها بسيارة مفخخة لموقع أمني وعسكري ورصد تحركاتهم من قبل الاستخبارات
المكون الديمغرافي
ويرى نائب رئيس تحرير بوابة إفريقيا حسين مفتاح أن طبيعة الجنوب الليبي شاسعة ومترامية الأطراف وتتداخل فيها الحدود مع أكثر من دولة مثل تشاد والنيجر بشكل مباشر، والمكون الديمغرافي في هذه المنطقة الحدودية يتداخل مع جيران ليبيا سواء أكان الطوارق أو التبو وحتى القبائل العربية، وهو ما ترتب عليه وجود وفقا لهذا العامل الديمغرافي تحركات عابرة للحدود والجماعات المتطرفة استغلتها في عبور مشبوه لعناصرها الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.
وأكد مفتاح، في تصريحات لـ" سكاي نيوز عربية"، أن هذه التوجيهات العسكرية ليست ببعيدة عن التفجير الإرهابي، الذي استهدف أحد التمركزات الأمنية في مدينة سبها التي تعتبر عاصمة الجنوب الليبي، وهو ما يشير إلى أن هذه المجموعات الإرهابية باتت تتحرك محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحدودية.
ولفت إلى أن توجيهات القوات المسلحة في هذا الاتجاه جاءت بعد جملة من التحركات سواء أكانت إعادة تموضع للقوات الموجودة في الجنوب وكذلك دعم غرفة عمليات تحرير الجنوب الغربي للتعاطي مع آخر المستجدات الأمنية.
الحالة الأمنية
ووصف الحالة الأمنية في الجنوب بـ"الرخوة" التي تستوجب تحشيد طاقات والاستعداد للعناصر الإرهابية، معتبرا أنها لا تزال مجرد "ذئاب منفردة" لكن لديهم تواجد حقيقي في أماكن صحراوية متاخمة للجنوب الليبي، وأن عمليات الجيش العسكرية تأتي في سياق التعامل والتعاطي معهم.
ونبه إلى ضرورة تأمين حركة الوقود من الشمال إلى الجنوب التي دائما ما تتعرض لمشاكل أمنية تؤثر على عدم وصول الوقود ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها إلى عشرات أضعاف ثمنها، مؤكدا أن هناك اتفاقا أمنيا بين المؤسسة الوطنية للنفط ووزارة الداخلية والقوات المسلحة لتأمين حركة الوقود.
وبدوره اعتبر المحلل السياسي محمد صالح جبريل، أن تحركات كتائب الجيش الليبي لتعزيز الأمن في الجنوب هو أمر طبيعي في سياق الحرب على الإرهاب والسيطرة على هذه المناطق وحمايتها من توغل الجماعات الإرهابية المختلفة خاصة تنظيمي داعش وبوكو حرام القادمة من الوسط الإفريقي.
وأوضح جبريل، في تصريحات لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، أن القوات المسلحة هي الطرف الذي يمكن أن يكون حليفا استراتيجيا للمجتمع الدولي لأنه يعمل على الأرض وفق معطيات الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيرا إلى أنها كانت لها السبق في التصدي للإرهاب وإعادة ترتيب الصفوف.
وأردف أن بعض القيادات السياسية التي تدعي أن لها وجود على الأرض تغض الطرف عن وجود هذه التنظيمات الإرهابية في الجنوب والتي تهدد الأمن ليس فقط في ليبيا وإنما دول الجوار وتلك المطلة على البحر المتوسط.
وتابع القوات المسلحة تعمل في صمت وثبات لتحقيق الاستقرار وفرض الأمن المنشود، معتبرا أن المجتمع الدولي لم ينصف القوات المسلحة الليبية رغم نجاحها في حربها على الإرهاب ومازال مجلس الأمن يفرض حظر التسليح على الجيش.
وثمن الكاتب الصحفي عبد الحكيم معتوق، تحركات الجيش نحو الجنوب، مؤكدا أنها تتم لاستتباب الأمن في المنطقة التي تعاني من تردى الأوضاع الأمنية هناك.
وأشار إلى أن تحركات الكتائب للحد من التفجيرات وانتشار الإرهاب في المنطقة، جاء بناء على معلومات عسكرية استخباراتية بتحركات مضادة وعملية براك الشاطئ التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية ليست ببعيدة وهناك قرائن عدة تؤكد تورط بعض الشخصيات القيادية مع هؤلاء الإرهابيين ومن المعقول أن تتصدى القوات المسلحة لها.