أثارت رسالة من إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن عن الأوضاع في لبنان، جدلا كبيرا في البلاد بعد أن تم تسريبها.
فالرسالة البريدية التي عادة ما ترسلها هذه المؤسسة إلى العاملين في المؤسسات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة في مكان عملهم بشكل دوري عبر البريد، تضمنت تقييما للوضع الأمني في البلاد، ونصائح للعاملين بتوخي الحذر وتخزين الأغذية والأدوية والوقود نتيجة الوضع الأمني والاقتصادي في لبنان.
واستندت رسالة إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن "UNSSD"، إلى الأزمة المعيشية والاقتصادية، وانقطاع الكهرباء وشح مادة الوقود وحليب الأطفال.
ونصحت المؤسسة "كل الموظفين في مكاتبها في لبنان، بتأمين مواد غذائية تكفيهم لمدة أسبوعين على الأقل، وتأمين البنزين للسيارات، والانتباه خلال انتظار دورهم في طوابير تعبئة الوقود في المحطات، خوفا من حصول أعمال عنف محتملة".
وطلبت المؤسسة من العاملين أيضا "تخزين الأدوية الضرورية لذوي الأمراض المزمنة، وتخزين وتأمين الأدوية لمدة شهرين أو ثلاثة، وتأمين الشموع والبطاريات لاستعمالها في حال الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي والمولدات الخاصة"، وذلك بحسب الرسالة التي تم تسريبها.
هذه الرسالة أثارت خوفا لدى اللبنانيين بعد تداولها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثات على الهواتف المحمولة، حيث اعتبر كثيرون أنها تعكس أزمة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، في وقت ترزح فيه البلاد تحت وطأة أعنف أزمة في تاريخها.
وتواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع أحد العاملين في إدارة الأمم المتحدة للأمن والسلامة، ورفض المسؤول الكشف عن اسمه، أو حتى إعطاء تفاصيل إضافية عن الموضوع، مكتفيا بالقول: "لسنا مخولين للحديث عن هذا الموضوع".
وقالت موظفة تعمل في إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة في لبنان، إن "مثل هذه الرسالة الإلكترونية تصل بشكل دوري للعاملين في مؤسسات الأمم المتحدة لتقييم الوضع في لبنان، واعتدنا كموظفين على تلقي عدة رسائل دورية منذ سنوات".
وأضافت: "أعتقد أنه أمر طبيعي، نظرا للأوضاع المتدهورة في البلاد، باعتبار أن أي تحذير أو نصائح تأتي لحماية العاملين وإرشادهم".
من جانبه، قال موظف آخر في إحدى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، إن "مثل هذه الرسائل تصل أيضا إلى العاملين الأجانب في الأمم المتحدة في لبنان، لإرشادهم ولإطلاعهم على التفاصيل الأمنية والاقتصادية، مما يساعدهم على التصرف في حال حدوث أي طارئ"، معتبرا أن "لا شيء يدعو إلى القلق".
توضيح من الأمم المتحدة
ولاحقا، أصدر مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، بيانا باسم الأمم المتحدة في لبنان، علّق فيه على الرسالة المسربة، مؤكدا أنها تأتي "ضمن الإجراءات الاعتيادية التي تعتمدها الأمم المتحدة في جميع البلدان تجاه موظفيها".
وقال البيان: "لقد علمت الأمم المتحدة أن إرشادات داخلية موجهة إلى موظفي المنظمة يتم تداولها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لذا تود الأمم المتحدة التوضيح بأن هذه الإرشادات هي إجراءات اعتيادية تعتمدها في جميع البلدان التي تعمل فيها".
وتابعت: "تهدف (الإرشادات) إلى تقديم المشورة بشأن التدابير الاحترازية التي يجب اتباعها، وهي تأتي في إطار المسؤولية التنظيمية للأمم المتحدة تجاه موظفيها".
وأضاف البيان: "تستند هذه الإرشادات إلى المعلومات المتداولة بشكل أساسي".
ما هي إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن؟
إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن هي إدارة تم إنشاؤها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2003، تتلخص مهامها في "تعزيز وتنسيق وتوحيد نظام الأمن لجميع منظمات الأمم المتحدة على مستوى العالم".
وتتعلق مهمة هذه الإدارة بـ"حماية الأشخاص والممتلكات من الأفعال أو المخاطر الطبيعية والتكنولوجية".
وتعمل هذه المؤسسة على "تقييم التهديدات وتحديد معايير أو تدابير السلامة والأمن الملائمة، وتنفيذ ترتيبات أمنية بطريقة منسقة، ومراقبة ملاءمة تدابير الأمن والسلامة المعتمدة".
وتدير هذه الإدارة الدولية شبكة من المستشارين والمحللين والأمنيين في أكثر العديد من الدول، لدعم عشرات آلاف الموظفين في الأمم المتحدة.