بسعادة وترحيب كبيرين، تلقى الطبيب المصري عصام المغازي تكريمه من جانب منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للامتناع عن التبغ، باعتباره أحد أبرز محاربي ظاهرة التدخين في مصر، ولجهوده الواسعة في هذا المجال على مدار سنوات.
وأرسل المدير العام للمنظمة تهنئة للمغازي رئيس الجمعية المصرية لمكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، عقب فوزه بجوائز اليوم العالمي للامتناع عن التبغ بإقليم شرق المتوسط، إلى جانب شخصيات أخرى مؤثرة مثل الأميرة دينا مرعد من الأردن، والدكتور علي الزهراني مدير برنامج مكافحة التدخين في مكة.
ويقول المغازي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "علمت بالتكريم قبل الإعلان الرسمي بأيام، وأراه أكبر دافع للاستمرار في التصدي لآفة التدخين، وأعتقد أن الفوز لا ينسب لي فقط فهو تتويج لمساعي أعضاء الجمعية للحد من الظاهرة القاتلة".
وانغمس المغازي في معاركه ضد التدخين منذ عمله بمستشفى الأمراض الصدرية بالعباسية عام 1981، وانضمامه لعضوية الجمعية المصرية لمكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، ثم توليه مسؤوليتها عام 2013 ليقوم بعدد من الإجراءات والشراكات المهمة مع منظمة الصحة العالمية والحكومة المصرية.
وساهمت الجمعية التي يترأسها المغازي في مواجهة تعاطي التبغ بخطوات فعالة، من أبرزها إطلاق مؤتمر سنوي لمكافحة التدخين والإعلان عن أول مرصد للتصدي للتبغ بمصر والشرق والأوسط، ونشر عدد من الدراسات والإحصاءات الخاصة بأعداد المدخنين في المنطقة.
ويتابع استشاري أمراض الصدر: "أرسلنا مؤخرا مناشدة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لإصدار قرار بمنع تقديم الشيشة في المقاهي والمطاعم، لخطورتها البالغة في نشر وباء كورونا وأيضا على الصحة العامة، وعلى الفور استجابت الدولة لنصائح كل المطالبين بتلك الخطوة".
ويضيف: "في الأعوام الماضية، سلطت الجمعية الضوء على انتشار التدخين بين طلاب المرحلة الثانوية في عدد من محافظات مصر، بدراسة شارك فيها 5 آلاف طالب وطالبة من 121 مدرسة، انتهت بوجود تلك العادة الضارة بين 14 بالمئة من الشباب و7 بالمئة من الفتيات".
ويصل عدد المدخنين في العالم إلى 1.1 مليار شخص، يتوفى منهم 8 مليون سنويا وفقا لحديث المغازي لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويستهلك المصريون 4 مليارات علبة سجائر و50 ألف طن من تبغ الشيشة (معسل) سنويا، فيما تبلغ أعداد الوفيات بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين نحو 170 ألف شخص في العام.
ويؤكد مدير الجمعية المصرية لمكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، على أن شركات التبغ الكبرى تحارب محاولات القضاء على التدخين نظرا لحصدها مليارات الدولارات من هذه الصناعة، مما يدفعها إلى الترويج لمنتجاتها الجديدة بمعلومات غير صحيحة ودعاية خادعة.
ويردف المغازي لموقع "سكاي نيوز عربية": "رأينا إعلانات مضللة مطلع العام الجاري عن عدم وجود أضرار صحية للتبغ المسخن، وهو أمر مناف للحقيقة، حيث لا تقل سلبياته وآثاره الطبية السيئة عن وسائل التدخين الاعتيادية".
ويتحدث المغازي عن الحملة التي يقودها ضد التبغ المسخن قائلا: "وجهنا دعوات إلى أعضاء في مجلس النواب المصري، والمستشار الرئيس للشؤون الصحية والوقائية محمد عوض تاج الدين، للتنبيه على مساوئ الأنواع الجديدة من التدخين وأهمية وضع إجراءات حاسمة لمواجهتها".
ويعبر مستشار منظمة الصحة العالمية عن استيائه من انخراط بعض نجوم الفن في الترويج إلى التدخين بأنواعه، من خلال أعمالهم التلفزيونية والسينمائية، موجها إليهم رسالة عبر "سكاي نيوز عربية" بضرورة التوقف عن ذلك لأنه يؤثر على المتلقي بصورة غير مباشرة، حيث قد يدفعه إلى تقليدهم.
وخلال شهر رمضان الماضي، عكف أعضاء بالجمعية المصرية لمكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر على رصد مشاهد التدخين في الأعمال التلفزيونية، وسيتم إعلان نتائج هذا التحليل الأسبوع المقبل، فيما يكشف المغازي بعضها قائلا: "رصدنا أكثر من ألف مشهد و18 ساعة تدخين خلال حلقات 25 مسلسلا".
ويسترسل: "في أحد مشاهد مسلسل ذائع الصيت تحدثت فنانة عن سعادتها بتجربة نوع جديد من السجائر، بالتأكيد هي لا تدرك خطورة الأمر، لكن ماذا ننتظر من المتفرج عند مشاهدة تدخين الأبطال والفرحة بادية على وجوههم؟".
وفي وقت سابق أعلن صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي في مصر، أن أكثر من 70 بالمئة من الأطفال يتعرفون على التدخين وتعاطي المخدرات من خلال الدراما، كما نوهت منظمة الصحة العالمية من قبل لضرورة وضع تنبيهات تحذر من خطورة التدخين عند ظهور مشاهده على الشاشة، بهدف توعية المتفرجين.
ويثمن المغازي جهود المنظمة لمكافحة التدخين حول العالم، وخاصة في إقليم شرق المتوسط، مشيرا إلى التعاون المثمر بين منظمة الصحة العالمية وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، في نشر التحذيرات اللازمة عن الظاهرة ورصد أسباب انتشارها وأساليب الشركات في الدعاية لها.
ويختتم حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" مؤكدا على استمراره في معركته ضد انتشار التبغ في مصر، وسعيه الدائم إلى تطبيق نصوص مكافحة التدخين، وزيادة الضرائب عليها ومنع استخدامها في الأماكن العامة، وإلزام الشركات بوضع التحذيرات الصحية المصورة بشأنها.