لم يبق سوى 10 أيام على مؤتمر برلين الثاني المخصص لدعم العملية السياسية الانتقالية في ليبيا، على أن التفجير الإرهابي الذي شهدته مدينة سبها جنوبي ليبيا خلط أوارق المؤتمر،ووضع مسألة الجنوب الليبي على رأس الأجندة.

ويواصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، اتصالاته مع الأطراف الفاعلة على الصعيدين الوطني والدولي للتحضير لمؤتمر "برلين 2" والمقرر عقده في 23 يونيو الجاري في العاصمة الألمانية.

وكان الهدف الرئيسي المعلن من المؤتمر قبل أشهر دعم العملية السياسية متعددة المسارات التي تسيرها الأمم المتحدة ويقودها الليبيون.

لكن الأوضاع في الجنوب عادت لتتصدر المشهد في ليبيا، بعد العملية الإرهابية التي شهدتها مدينة سبها الأحد الماضي، وراح ضحيتها ضابطا شرطة وأصيب 4 أخرون، الأمر الذي جعل ملف الجنوب الليبي يفرض نفسة بقوة على طاولة مؤتمر "برلين 2"، وهذا ما أكده مصدر مقرب من الحكومة الليبية، لموقع "سكاي نيوز عربية".

وأضاف المصدر أن من أبرز الملفات التي سيناقشها المؤتمر هو سبل تقديم الدعم الأمني والعسكري في الجنوب الليبي للقضاء على الميليشيات وملاحقة المتورطين في نقل وتوفير الملاذ الآمن للميشيات والعصابات الإجرامية هناك.

فتش عن الإخوان

موجة من الاتهامات طالت تنظيم الإخوان وتركيا بشأن نقل بقايا التنظيمات الإرهابية التي حاربها الجيش الليبي في درنة وبنغازي، إلى الجنوب الليبي سعيا منهم لاستغلالها في الحصول على مكاسب سياسية، وحتى يقفوا حجر عثرة أمام الجيش الليبي لتحقيق الاستقرار هناك.

واتهم مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، تنظيم الإخوان بأنه صاحب المصلحة الرئيسية في عدم الاستقرار في ليبيا، مؤكدا أن بعض الأطراف تسعى إلى خلق الفوضى وعرقلة الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل.

وأكد المحجوب، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" أن كل هذه التنظيمات والمجموعات الإرهابية ولدت من رحم تنظيم الإخوان، الذي يستعمل هذه المجموعات سواء كانت مؤدلجة دينيا أو عصابات تعمل في تهريب الوقود والبشر، لافتا إلى أن الإخوان أصحاب مصلحة كبيرة في عدم الاستقرار.

أخبار ذات صلة

لضبط الجنوب الليبي.. دبيبة يلوح بورقة الاتحاد الأوروبي
داعش يعلن مسؤوليته عن تفجير سبها الانتحاري في ليبيا
خبراء ليبيون عن زيارة أكار: "جزء من الاحتلال العثماني"
"كارت إرهاب" من الإخوان لليبيين.. وتلويح بـ"عصا الفوضى"

من المسؤول؟

ويرى محللون سياسيون في ليبيا أنه إذ لم يضغط المجتمع الدولي في مؤتمر "برلين 2" لوقف ألاعيب الإخوان الداعمة للإرهاب بهدف ضرب المسار السياسي، فإن الوضع قد يزداد سوء، معتبرين أن حادث سبها الإرهابي يعد مؤشرا خطرا على أن العناصر المتطرفة التي دخلت ليبيا بموافقة الإخوان وبمساعدة تركيا مازالت تنشط في ليبيا وأنها قادرة على تنفيذ هجمات ضد قوات الأمن.

ويقول المحلل السياسي إبراهيم الفيتوري، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن كل الدلائل تشير إلى أن تنظيم الإخوان هو من مهد الجنوب الليبي لانتشار الجماعات المتطرفة والإرهابية، سعيا منه لاستغلالهم للحصول على مكاسب سياسية.

وأضاف الفيتوري أن الجميع على يقين أن العصابات الإرهابية التي يقاتلها الجيش الليبي الآن في الجنوب والتي تستهدف رجاله هم بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي والقاعدة الذين طردهم الجيش من مدينتي بنغازي ودرنة شمال شرقي ليبيا.

وأوضح الفيتوري أن هذه التنظيمات كان يدعمها الإخوان بعد انطلاق عملية "الكرامة" وفور تغلب الجيش الليبي عليهم مهد الإخوان لهم الجنوب الليبي للتمركز فيه سعيا منه لاستغلالهم بعد ذلك لمهاجمة الجيش، وحتى يقفوا حجر عثرة أمامه في تحقيق الأمن.

وأشار الفيتوري إلى أن عملية شحن الإرهابيين للجنوب كانت بعد هروبهم من بنغازي ودرنة عبر البحر إلى مصراتة ومن ثم تم نقلهم جوا إلى هناك، مرجحا أن تكون العملية الأخيرة التي راح ضحيتها ضابطين جاءت كرد فعل من هذه التنظيمات على الضربة الأخيرة التي نفذها الجيش الليبي قبل يومين من الحادث، حيث اعتقل ثلاثة عناصر إرهابية بينهم قيادي في الجنوب الليبي.

وطالب الفيتوري المجتمع الدولي بالوقوف بحزم ضد التنظيمات الإرهابية التي يستغلها تنظيم الإخوان سياسيا ورفع الحظر عن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر فهو المؤسسة الوحيدة التي أثبتت في ليبيا أنها تقاتل الإرهاب وتهاجمه.

نشر الفوضى

ومن ناحيته، يقول المحلل السياسي، سلطان الباروني لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه لا يوجد شك أن تنظيم الإخوان مهد الجنوب الليبي بمساعدة تركيا لكافة التنظيمات الإرهابية التي كانت متمركزة في شمال البلاد.

وأضاف الباروني أن عمليات الجيش الليبي والتي كان يوجه خلالها عناصر إرهابية، أوضحت أن هناك ثلاثة تنظيمات موجودة هناك، وهم تنظيم "داعش" الذي كان يقاتل الجيش في بنغازي، وتنظيم "القاعدة" الذي كان يقاتل في درنة، وعناصر من "بوكو حرام" الذين تم نقلهم لليبيا للحصول على تدريبات لنشر الفوضى في منطقة الساحل الإفريقي.

وأوضح الباروني أن هذ المعطيات أثبتت أن تنظيم الإخوان هو السبب الأول في نشر الفوضى المدقعة التي ضربت الجنوب الليبي، فهو من مهد لهم الطريق للتمركز هناك بعد طرد الجيش الليبي لهم.