لم يتخلَّ الرئيس الجزائري السابق(المؤقت)، عبد القادر بن صالح، عن أداء واجبه الانتخابي في الانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد السبت، وهي أول استحقاق تشريعي بعد الحراك الشعبي الذي دفع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة قبل عامين.
وبخطوات ثقيلة تعكس حجم التعب والإرهاق الذي يعاني منه، توجه بن صالح إلى مكتب الاقتراع بصفته مواطنا جزائريا، وحمل أوراق المترشحين ودخل للغرفة العازلة، وأدلى بصوته في الصندوق.
وللمرة الثانية في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، حرص بن صالح على أداء واجبه، ولكن في هذه المرة لاحظ الشعب ملامح الإرهاق الشديد على رئيسهم المؤقت السابق، الذي حكم البلاد لمدة ثماني أشهر، امتدت من 9 أبريل إلى 19 ديسمبر 2019، في فترة حساسة جدا كانت قد مرت بها البلاد.
وكشفت ملامح بن صالح، جوانب من المرض العضال الذي يعاني منه، وقد بات جسمه هزيلا جداً، ومنهكا وهو يتكئ على عكاز رجل ناهز 79 عاماً.
تاريخيا، تولى بن صالح الرئاسة مباشرة بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الحراك، وقد كانت البلاد على صفيح ساخن، ولم يسلم حينها من نيرانها، وقد طارده الغضب الشعب إلا أنه لم يستسلم واستمر في منصبه إلى حين انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون.
ويذكر ظهور بن صالح، بحرص رؤساء الجزائر الذين لا يزالون على قيد الحياة في الوقوف إلى جانب خريطة الطريق التي يطرحها تبون، تحديداً في جانبها الذي يتعلق بالمواعيد الانتخابية التي أقرتها السلطة الحالية.
وتعتبر الانتخابات التشريعية ثاني موعد انتخابي دعا إليه الرئيس تبون، الشعب الجزائري منذ توليه مقاليد الحكم.
وقبل ظهور بن صالح، كان الرئيس الجزائري السابق اليمين زروال، أول الحريصين على أداء واجبه الانتخابي خاصة خلال الاستفتاء الذي نظم في شهر نوفمبر 2020.
ويرى الإعلامي رشدي رضوان الأمر من زاوية الحقوق المدنية، وقال لموقع سكاي نيوز عربية: "المرافقة الإعلامية لحضورهم في التصويت وتأويلاتها لا تعنيهم وهم َليسوا مسؤولين عنها وقد يحرجون منها أصلا".
وتحمل مشاركة رؤساء الجزائر السابقين في المواعيد الانتخابية، دلالات عدة، كما تقول أستاذة علم السياسية بجامعة الجزائر أمل حاجة لموقع سكاي نيوز عربية: "هؤلاء رجال تشبعوا بثقافة الدولة، وحضورهم له رمزية كبيرة".
وأكدت الباحثة الجزائرية أن السلطة الحالية تستفيد كثيرا من تلك الصور التي تقدم حضور الشخصيات الوطنية في المواعيد التي يتم دعوة الشعب إليها.
والملفت للانتباه في عهد تبون، تلك السابقة التاريخية، التي عرفتها صناديق الاقتراع في الاستفتاء على دستور الأول من نوفمبر 2020، حيث قام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بإنابة شقيقه ناصر لأداء الواجب الانتخابي.