أفادت مصادر سياسية في العاصمة العراقية بغداد، بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني، وصل إلى العاصمة بغداد، في زيارة غير معلنة.
وتأتي زيارة قآاني في ظل أجواء مرتبكة، بين الفصائل المسلحة، والحكومة العراقية، على خلفية قضية اعتقال القيادي في الحشد الشعبي، قاسم مصلح، وإطلاق سراحه لاحقاً، وما رافق ذلك من تداعيات.
وأخلت السلطات العراقية، الأربعاء، سراح القيادي البارز في ميليشيات الحشد الشعبي، قاسم مصلح، لعدم كفاية الأدلة في الاتهامات التي تلاحقه، باغتيال الناشط في التظاهرات العراقية، إيهاب الوزني.
وقال مصدر سياسي مطلع على أجواء الزيارة، إنها "تأتي لتطويق أزمة اعتقال قاسم مصلح، وتداعياتها، فضلاً عن عقد اجتماعات سياسية مع قادة الفصائل وبعض السياسيين، بهدف الخطوات المقبلة، بشأن وجود قوات التحالف، والقصف المتكرر ضد المنشآت الأجنبية".
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لسكاي نيوز عربية، أن "الزيارة بحثت كذلك الاستعراض العسكري المرتقب للحشد الشعبي، إذ تم الاتفاق على إشراك بعض الآليات الإيرانية، مثل الدبابات المطورة"، مشيراً إلى أنه "تم التأكيد على عدم التصعيد مع الحكومة، واحتواء أي أزمات مقبلة".
ولفت إلى أن "قآاني التقى رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وكذلك رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، فضلاً عن قادة الفصائل المسلحة، مثل عصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء وغيرهم".
وتعد هذه الزيارة الرابعة على الأقل لإسماعيل قاآني إلى العراق، حيث كانت السابقة في شهر أبريل الماضي، وأكدها سفير إيران في بغداد، إيرج مسجدي، الذي وصف قائد الفيلق بأنه بعد مقتل سليماني أصبح ممثل إيران للتفاوض مع المسؤولين العراقيين، وفق ما نقله موقع "إيران إنترناشونال" ديسمبر الماضي.
ويزور قآاني عادة العاصمة بغداد، بشكل غير رسمي، عبر الدخول إلى الأراضي العراقية، دون تأشيرة، كما هو الحال مع المسؤولين الآخرين، لكن مع وصول رئيس الحكومة الحالية، مصطفى الكاظمي، إلى منصبه، رفض ذلك، واضطر المسؤولين الإيرانيين إلى الدخول بشكل رسمي.
وتخطط فصائل مسلحة، إقامة استعراض مسلح وسط بغداد في ذكرى تأسيسها، حيث تشير المعلومات الأولية إلى قرار بإشراك دبابات تم تطويرها إيرانياً في الاستعراض، وذلك في معرض الرد على تصريحات وزير الدفاع العراقي، الذي لوّح بالقوة العسكرية، في مواجهة تلك المجموعات، بسبب انتشارها في المنطقة الخضراء، عقب اعتقال قاسم مصلح.
الكاتب والمحلل السياسي العراقي، عماد محمد، يرى أن "الزيارة تأتي في ظروف معقدة جدا بالنسبة للفصائل المسلحة، خاصة بعد ضربة قاسم مصلح، والانتشار العسكري غير المحسوب، فضلاً عن عدة استعراضات نظمتها تلك المجموعات خلال الفترة الماضية، مثل انتشار حركة ربع الله، وقرار الميليشيات باستئناف استهدافها قوات التحالف الدولي، عبر ما يسمى بتنسيقية المقاومة، التي أعلنت نهاية الشهر الماضي، تصعيد عملياتها ضد قوات التحالف الدولي".
ويضيف محمد لسكاي نيوز عربية أن "الفصائل العراقية، بحاجة إلى توجيهات بشكل دوري، بسبب ارتباكها المتواصل، وعدم قدرتها على إحراز تقدم في ملف تحسين الصورة الإيرانية لدى الشارع العراقي، فضلاً عن مستجدات الساحة وتسارعها، ودخول أسلحة جديدة، إلى المواجهة، ما يعني تكرار الزيارات الإيرانية إلى بغداد، خلال الفترة المقبلة".
ونهاية الشهر الماضي، أعلنت ما تُسمى بـ"هيئة تنسيقية المقاومة" وهي تجمع الميليشيات، رفضها مخرجات جولتيْ التفاوض بين بغداد وواشنطن، بشأن وجود قوات التحالف في البلاد.
وذكر بيان صدر عن هذا التجمع، أن "الإدارة الأميركية برفضها خروج قواتها قد أرسلت لنا الرسالة الواضحة بأنهم لا يفهمون غير لغة القوة، لذلك فالمقاومة العراقيّة تؤكد جهوزيتها الكاملة لتقوم بواجبها الشرعي، والوطني، والقانوني، لتحقيق هذا الهدف".