لم يلق النازحون الإيزيديون بالا للوعود التي قطعتها وزيرة الهجرة والنازحين في العراق، إيفان فائق، أثناء زيارتها مخيم "شاريا" بإقليم كردستان العراق بعد الحريق الضخم الذي شب فيه.

وسبب انعدام الثقة هو أن الوعود الجديدة أضيفت إلى أخرى قديمة للطائفة التي عانت الأمرين بعدما اجتاح تنظيم داعش الإرهابي موطنها في منطقة سنجار عام 2014، وما تعرضت له من إبادة.

متى العودة إلى العراق؟
ويرى ناشطون إيزيديون أن الحل الوحيد لإنهاء مأساتهم هي فتح باب الهجرة إلى الدول الأوروبية، خاصة في ظل تواتر التقارير عن نية بغداد استعادة عدد من أفراد عائلات داعش من سوريا، وهو ما يثير رعب الإيزيديين.

ورغم انهيار داعش واستعادة القوات العراقية السيطرة على مناطق البلاد كافة، إلا أن الإيزيديين، الذين لجأوا إلى كردستان العراق، ظلوا هناك بغالبيتهم، بسبب الفشل في تطبيق اتفاق العودة بين بغداد وأربيل.

حريق كبير في خيم الإيزيديين

وفي خضم ذلك جاء الحريق الكبير الذي أتى، مساء الجمعة، على أكثر من 400 خيمة في مخيم "شاريا" الذي يسكنه إيزيديون ليزيد من مأساة هؤلاء.

وانتقد محما خليل قائم مقام قضاء سنجار تقصير وزارة الهجرة والمهجرين، وفشل الحكومة الاتحادية بتوفير سلامة المخيم، ووصف حادثة الحريق التي احترقت فيه حوالي 400 خيمة بـ"مأساة إنسانية".

وطالب خليل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بتعويض المتضررين وإيجاد حلول جذرية لمأساتهم.

أخبار ذات صلة

النازحون الإيزيديون وبؤس المخيمات.. مأساة عمرها 7 أعوام
صور.. حريق ضخم بمخيم للنازحين الإيزيديين في كردستان العراق

انتقادات لاذعة

وتناقل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر تعرّض الوزيرة إيفان فائق أثناء زيارتها لمخيم شاريا لهجوم لاذع من قبل المتضررين الإيزيديين، الذي تظاهروا حولها داخل المخيم، وطالبوها بالرحيل، ما أدى لتدخل القوات الأمنية لحمايتها.

ووصف النازحون الغاضبون، بحسب الفيديو، وعود وزير الهجرة بالكاذبة، واتهموها بأنها جلبت عوائل تنظيم داعش من مخيم الهول بحافلات مكيّفة إلى مخيم "جدعة" في الموصل بدلاً من أن تُسهم في إعادة الإيزيديين إلى بيوتهم.

يعيش النازحون الإيزيديون في مخيم شاريا بكردستان

وحول مطالبهم، أوضح عدد من المتظاهرين الإيزيديين لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مطالبهم نصت على مطالبة حكومة بغداد بإيقاف اتفاقية نقل عائلات تنظيم داعش من سوريا إلى داخل العراق، والاهتمام بإعادة النازحين الإيزيديين في المخيمات إلى بيوتهم في سنجار الموطن الأصلي لهم في العراق .

وقال الناشط الإيزيدي الذي اكتفى بتعريف نفسه باسم "خدر" لموقع "سكاي نيوز عربية"، وكان أحد المشاركين في المظاهرة، إنهم يناشدون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنقاذ المختطفين الإيزيديين، وتسوية أوضاع النازحين منهم ونقلهم إلى دولٍ أوروبية خوفا من تعرُّضهم لمجازر جديدة قد يرتكبها عناصر داعش وعائلاتهم القادمين من سوريا، مع ورود معلومات تُفيد بقدوم دفعة جديدة من أنصار التنظيم إلى العراق.

وبيّن أن غالبية المجتمع الإيزيدي يُطالب بفتح باب الهجرة إلى خارج العراق، مع توفير الحماية الدولية لمن يرغب بالبقاء وعدم الرحيل.

وأشار خدر إلى أن وزارة الهجرة تملّصت من وعودها بتسهيل عودة النازحين لبيوتهم، وعوضاً عن ذلك، سعت لإعادة عائلات التنظيم الذين نكّلوا بالإيزيديين الرازحين تحت وطأة ظروف بالغة القسوة.

وأكد أن حرائق مشابهة اكتسحت مخيمات النازحين الإيزيديين خلال الأعوام الماضية، لكن أخطرها الذي حدث الجمعة.

من جانبه، اتهم المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها الشيخ مزاحم الحويت، وزيرة الهجرة العراقية أنها تُحضّر لاستقبال دفعة جديدة من أفراد عائلات داعش القابعين في مخيم الهول بسوريا الجنسية العراقية.

وقال حويت للموقع "سكاي نيوز عربية": "إن 150عائلة أخرى من عوائل داعش والذين يُقدّر عددهم بـ 1200 فرداً سيدخلون العراق قادمين من سوريا".

ونوّه أن وزارة الهجرة اتفقت مع المنظمات الغير حكومية على تجهيز المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لاستقبال الوجبة الجديدة من عائلات التنظيم الذين سيُنقلون إلى محافظة ديالى خلال الأيام القادمة.

وكان نائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، شيروان الدوبرداني، قد حذر من خطر وصول الدفعة الأولى من أفراد عائلات داعش إلى العراق، والبالغة عددهم الـ 500 عائلة .

وقال إن هؤلاء قد يشكلون قنبلة موقوتة تهدد أمن العراق، مؤكدا أن تداعيات المسألة ستؤدي لكوارث أمنية، ليس فقط على مدينة نينوى، بل على جميع أنحاء البلاد، كون هذه العائلات ستُنقل إلى جميع المحافظات العراقية.