حذر المجتمع الدولي من تصاعد العمليات الحوثية ضد المدنيين في اليمن، وطالبوا بالتوقف الفوري عن تلك العمليات التي تنسف جهود السلام والاستقرار، فيما توالت الإدانات الدولية والعربية على المجزرة التي نفذتها مليشيا الحوثي ليل السبت، باستهداف المدنيين في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد بصاروخ باليستي، أودى بحياة العشرات، بينهم 5 أطفال على الأقل.
وكان أبرزهم طفلة تدعي ليان عائض لم يتجاوز عمرها 5 سنوات، أظهرتها الصور التي نشرتها عائلتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "محترقة" بالكامل في مشهد اهتزت له قلوب العالم أجمع.
ومن جانبها، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، لوقف الهجوم على مأرب واحترام جهود السلام الدولية.
رسالة لرفض السلام
وقال الكاتب السياسي، مستشار السفارة اليمنية بالقاهرة، بليغ المخلافي إن العدوان الحوثي الذي استهدف محافظة مأرب السبت كان بمثابة رسالة من المليشيا الحوثية عن رفضها للسلام، مشيراً إلى أنه تزامن مع وصول الوفد العماني الذي يبذل جهود للتهدئة ودعم عملية السلام ووقف الحرب والذهاب لمشاورات سياسية، ولكن مليشيا الحوثي عرقلتها مراراً بضغط من إيران، كما سبق وتسببت في إفشال اتفاق الرياض وغيره من الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى إقرار السلام والاستقرار في اليمن.
وقال المخلافي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" إن مليشيا الحوثي تسعى إلى تغير موازين القوى العسكرية على الأرض من خلال تكثيف العمليات على مأرب وفي مختلف المحافظات، وذلك لإفشال أي مساعي لعملية السلام، أنها تنفذ الأجندة الإيرانية التي لا تتفق مصالحها مع التهدئة وعودة الحياة في طبيعتها لليمن، لأنها تستغل الأحداث الملتهبة وتعمل على تأجيج الصراع لجعل اليمن بؤرة لإدارة صراعتها في المنطقة واستغلال موقعها للضغط على دول الجوار.
الأمر جاء من إيران
وأكد المخلافي أن قرار المليشيا الحوثية ليس بأيديهم وهو ما انعكس بشكل واضح على تناقض التصريحات في لقاءات مختلفة مع المبعوثين الأممي والأميركي، وتغير السياسيات وفقا لما يتفق مع مصالح إيران وما تمليه عليهم إدارة حسن إيرلو الحاكم العسكري في طهران- على حد قوله -، مؤكداً أن إيران المحرك الأساسي لكل العمليات التي تحدث في اليمن خلال الفترة الماضية، وأنها تستخدم الحوثي في اليمن كورقة للضغط من أجل تحقيق مكاسب في تفاوضها النووي مع الولايات المتحدة وأوروبا والوصول لأعلى نقطة تفاوضية.
وأكد أن المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية تجاه ما يحدث في اليمن، ويجب عليه التحرك سريعا والالتزام بمسؤوليته لردع مليشيا الحوثي عن استهداف المدنيين الأبرياء في اليمن وخارج اليمن، مناشداً المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان ومجلس الأمن والولايات المتحدة بالتحرك سريعا بهذا الصدد.
وقال المخلافي إن الإدارة الأميركية الجديدة كانت متسرعة في شطب اسم مليشيا الحوثي من قوائم الإرهاب، لكنها عادت وأدركت هذا الخطأ وبدأت تضع الأمور في سياقها الصحيح بعد أن شرعت في إدراج عدد من قيادات المليشيا الإرهابية على قوائم الإرهاب، كما أكدت في أخر بيان لها أن "الحوثي" تعرقل عملية السلام في اليمن، مؤكداً أن سكان مأرب يواجهون مأساة إنسانية غير مسبوقة.
وكان العقيد يحيى الحاتمي، رئيس شعبة الإعلام في الجيش اليمني قد قال في وقت متأخر من مساء الأحد إن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، مضيفا أن حصيلة المجزرة 17 قتيلا، بينهم 3 جثث متفحمة، وسط دعوات للمجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف استهداف المليشيا الحوثية للمدنيين والأحياء المكتظة بالسكان.
ومن جانبه، استنكر معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني، "الجريمة الارهابية التي ارتكبتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران باستهدافها محطة للوقود في حي الروضة بمدينة مأرب بصاروخ بالستي إيراني الصنع".
ونقلت وكالة سبأ الحكومية عن الوزير معمر الارياني قوله إن "مليشيا الحوثي استهدفت محطة وقود بصاروخ باليستي، ثم عادت بعدها بدقائق لاستهداف سيارتي إسعاف هرعت لإسعاف الضحايا بطائرة مسيرة مفخخة، ما اسفر عن استشهاد 17 مدني بينهم طفلة تفحمت جثتها وإصابة خمسة آخرين في حصيلة غير نهائية".