تسعى جماعة الإخوان في ليبيا لعرقلة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر المقبل، وهو ما عكسته تصريحات قيادات بارزة داخل التنظيم، طالبوا بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية المباشرة، وآخرون تحدثوا عن الحاجة إلى الاستفتاء أولا على مشروع الدستور، في محاولة وصفها مراقبون بأنها "خبيثة" وتستهدف نسف المسار الدستوري.

ويرى أستاذ العلوم السياسية الليبي الدكتور محمود خلاف، أن الإخوان لم يتوقفوا يوما عن العمل استعداد للانتخابات رغم كل التصريحات والمواقف التي عكست رفضهم لها، موضحا أن "التغلغل" بين شريحة الشباب إحدى أدواتهم هذه الفترة.

ولتحقيق هدفهم من استقطاب الشباب، تلجأ الجماعة إلى عدة خطوات، حسب خلاف، أولها إطلاق "نداءات" لتشكيل تيارات شبابية، وإشعارهم بـ"الظلم والإقصاء" الذي تعرضوا له خلال العقد الأخير، ثم "تلقينهم" الهجوم على تيار وطني وزرع الكراهية ضده.

ويضيف خلاف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الجماعة "تموّل ناشطين سياسيا وتستقطبهم بالمال، وتوفر احتياجاتهم قبل الانتخابات، وتوهمهم بأنهم يمثلون حركات مستقلة ليس لها علاقة بالإخوان".

ويتابع قائلا: "يظلون واقفين مع تلك التيارات الشبابية حتى آخر لحظة، إلى أن يحين وقت الانقضاض على السلطة، وقطف ثمار جهودهم التي بدأت منذ شهرين تقريبا".

وأشار إلى أن الإخوان يعتمدون أدوات ووسائل وشبكات اتصال منظمة وسريعة على نطاق "عابر للحدود القومية"، مستغلين خبرات فروعهم الموجودة في دول أخرى.

أخبار ذات صلة

مسؤول أمني ليبي: بحث مكثف للقضاء على خلايا داعش في سبها

 

أخبار ذات صلة

داعش يعلن مسؤوليته عن تفجير سبها الانتحاري في ليبيا

 

أخبار ذات صلة

أين سيذهب المرتزقة بعد مغادرة ليبيا؟

 

أخبار ذات صلة

الإخوان يُفشلون اتفاق "المناصب السيادية" في ليبيا

ومن جانبه انتقد الباحث الليبي محمد قشوط، عدم وجود مشروع متكامل لـ"التيار الوطني" يدفع كل التكتلات والمنظمات بالانصهار فيه، والعمل من خلاله، معقبا: "كل شخص يرى نفسه رئيسا على الآخر، و إذا لم يسابق التيار الوطني الزمن فسيصارع نفسه، الأمر الذي ستستغله أطراف أخرى".

وبيّن أن "تنظيم الإخوان يملك المال، كما زرع عناصره في مؤسسات الدولة، وأهمها المالية والرقابية، ولا يسمح لأعضائه أن ينافسوا بعضهم، لكنه يفتقد الحاضنة الشعبية ولن يتمكن من حشدها لأن الجميع بات واعيا لمخططاته إلا في حالة استمرار انقسام التيار الوطني".

وأكد قشوط أن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، إذا عقد العزم على الترشح للرئاسة، فسيكون أبرز اسم استنادا إلى الرصيد الذي حققه، وكان يراه الليبيون مستحيلا، بإعادة المؤسسة العسكرية لمكانتها الطبيعية، وانتصاراته في مواجهة التنظيمات الإرهابية.

ليبيا.. نواب يتهمون منشقين عن البرلمان بعرقلة الحوار

 

ليبيا.. تنظيم الإخوان يسعى لتقليص سلطات المجلس الرئاسي

وهنا يشير الباحث السياسي الليبي الهادي عبدالكريم إلى أن قنوات إعلامية، محسوبة على الإخوان، أطلقت حملة لتشويه الخصوم المحتملين، وعلى رأسهم المشير حفتر، لأنهم يعلمون أنه "الأوفر حظا" لو ترشح.

لكن الأمر لا يتوقف على "القائد العام"، إذ أن الحملة التي رصدها عبدالكريم، طالت أيضا حليفا رئيسيا للجماعة وهو وزير الداخلية السابق في حكومة السراج، فتحي باشاغا، الأمر الذي يكشف عن التناقض والتنازع الكبير داخل صفوف الإخوان.

جدير بالذكر أن ملتقى الحوار السياسي الليبي انعقد على مدار يومي 26 و27 مايو من أجل مناقشة القاعدة الدستورية للانتخابات، إلا أنه لم ينته إلى توافق بسبب الخلافات التي حدثت داخله، مع حديث البعض عن الاستفتاء على مشروع الدستور أولا، إضافة إلى مقترحات مثل اختيار الرئيس عبر البرلمان، ومنع ترشح أفراد الأمن والجيش، وهو ما اعترض عليه الكثير من أعضاء الملتقى.