أعلن العقيد صلاح هويدي مدير أمن بنغازي، شرقي ليبيا، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قوات الجيش والشرطة يجريان بحثا مكثفا في مدينة سبها وضواحيها جنوب البلاد لملاحقة عناصر تنظيم داعش الإرهابي، عقب إعلانه مسؤوليته عن مقتل ضابطين في انفجار سيارة مفخخة بالمدينة يوم الأحد.
وشدد هويدي على أن "القوات المسلحة قامت بتمشيط المنطقة بالكامل، ولن تهدأ حتى تثأر لشهداء الواجب، وأن الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية المتمركزة في سبها وضواحيها ستكون في مرمى نيران القوات المسلحة والشرطة بمجرد ضبطهم".
وفيما إذا كان هجوم هذه المرة يختلف عما سبقه، أوضح هويدي أن "الجماعات الإرهابية كانت تهاجم من آن إلى آخر الكمائن والبوابات الخاصة بالحراسات في سبها وغيرها من المدن، وكان يتم التصدي لهم بسهولة، إلا أن الأمر اختلف اليوم كون الإرهابي فخخ نفسه وفجَّر سيارة".
وأضاف: "الخطة الآن هي تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية، وحادث سبها سيكون مختلفا عما قبله، وعزيمة رجال الشرطة هذه المرة هي القضاء نهائيا على تلك الجماعات المسلحة التي تروع الليبيين".
وكان تنظيم داعش قد ذكر على وكالة ناشر بتطبيق تليغرام، أن أحد مسلحيه هو منفذ الانفجار في سبها الذي أودى بحياة ضابطين.
بصمة جماعة الإخوان
وفي وقت سابق، صرّح مصدر أمني ليبي لموقع "سكاي نيوز عربية" بأن "انتحاريا استهداف بوابة مفرق المأزق الواقعة شمال سبها بسيارة مفخخة، وحصيلة الضحايا المعلنة أولية، فمن الوارد أن تزيد لأن بعض المصابين في حالة حرجة".
وعن مسؤولية جماعة الإخوان الإرهابية عن الانفجار، قال المصدر الأمني إن "جماعة الإخوان الظلامية تسعى لضرب استقرار الداخل الليبي بكل شكل باعتبارها الأب الروحي وراء كل عمل إرهابي في البلاد، وتكثف نشاطها الآن لعرقلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة ديسمبر المقبل، إلا أن رد الفعل سيكون حاسما خلال الفترة المقبلة تجاه جماعات الظلام".
ويعاني الجنوب الليبي منذ أعوام من انتشار الجماعات المسلحة والإرهابيين، فنشطت على أرضه قوات مرتزقة، وأيضا ما يسمى بـ"قوة حماية الجنوب" التي يقودها علي كنه، وشكلتها حكومة فايز السراج التي كانت مدعومة من جماعة الإخوان وتركيا، وارتكبت جرائم بحق المدنيين في مرزق، إضافة إلى نشاط خلايا تنظيم داعش في بعض المناطق، وبعض المجموعات القبلية الخارجة عن القانون.
مطمع كبير
ودعا رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، حكومة الوحدة الوطنية الحالية بقيادة عبد الحميد الدبيبة بتوجيه الاهتمام اللازم بالمدن الواقعة جنوبي البلاد، محذرا من أن "ما يحدث في الجنوب الليبي لا يخدم مصلحة الوطن ويؤثر على كافة البقاع في ليبيا بل يمتد أيضا لدول الجوار."
وعلل ذلك في حديث لـموقع "سكاي نيوز عربية" بأن "الجنوب يعد بوابة الرخاء لليبيين، نظرا لما يزخر به من ثروات، لكن التهميش الذي يعاني منه الآن سيجعل من الجنوب بوابة للجحيم"، متسائلا "لمصلحة من يصبح الجنوب بهذا الشكل."
وجنوب ليبيا المعروف باسم إقليم فزان تتجاوز مساحته أكثر من نصف مليون متر مربع، وهو غني بالموارد الطبيعية، إذ توجد به احتياطات واسعة من النفط، خصوصا في حوض مرزق وبمنطقة غات، إضافة إلى الثروات المعدنية، وأيضا الأراضي الجيدة الصالحة للزراعة، كما يمثل حوض الكفرة به المصدر الرئيسي للنهر الصناعي الذي يغذي بقية المناطق الليبية بمياه الشرب، وكل هذا يجعله مطمعا لجماعات الإرهاب والعصابات الدولية.