شارك 3 وزراء مصريين في مهمة خاصة لتنشيط السياحة، ومتابعة الاستعدادات اللازمة لاستقبال السياح في محافظة البحر الأحمر.
وأجرى وزراء الصحة والطيران المدني والسياحة والآثار، جولة تفقدية، الخميس، بمطار الغردقة الدولي، لمتابعة الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد في المدينة الشاطئية.
وأعلنت وزيرة الصحة والسكان المصرية، هالة زايد، من الغردقة، تطعيم جميع العاملين بالقطاع السياحي في البحر الأحمر بلقاحات كورونا، في إطار خطة الدولة لتنشيط السياحة الآمنة.
وتفقد الوزراء الثلاثة الحجر الصحي بمطار الغردقة الدولي، واطمأنوا على توفر الأجهزة الطبية لاستقبال حالات الطوارئ، إلى جانب وجود مخزون من المستلزمات الطبية والوقائية يكفي لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
موسم الصيف
وتترقب مصر انتعاش موسم السياحة في شهور الصيف، مع عودة السياح العرب إلى جنوب سيناء، واستئناف روسيا رحلاتها إلى البحر الأحمر، فضلا عن قرب وصول السياحة الإسبانية والأميركية إلى الأقصر.
وأكد خبراء في القطاع السياحي، أن الأمل في انتعاشة مرتقبة للموسم السياحي خلال الصيف، يعززه حصول الراغبين في زيارة مصر بمعظم دول العالم على لقاحات "كورونا"، وتخفيف إجراءات حظر الطيران، فضلا عن الإجراءات الوقائية المتبعة في المنشآت السياحية المصرية، وتلقيح العاملين فيها ضد الفيروس المستجد.
السياحة الأوروبية
وقال عضو جمعية مستثمري السياحة في البحر الأحمر، محمد فلا، في تصريحات لموقع "سكاى نيوز عربية"، إن متابعة توافد السياحة الأوكرانية على مصر وتزايدها خلال النصف الأول من 2021، يمنح الأمل في انتعاش قريب للسياحة.
وأضاف أن السياح الأوكرانيين "احتلوا المركز الأول كأكثر السياح الأجانب توافدا على البحر الأحمر وجنوب سيناء خلال مايو الماضي".
وتابع: "عدد الرحلات الوافدة لمصر من أوكرانيا شهدت زيادة كبيرة خلال شهري أبريل ومايو 2021، مقارنة بالـ3 أشهر الأولى من 2021."
وأوضح فلا أن 90 في المئة من الحركة السياحية التي استقبلتها مصر منذ استئناف الرحلات الجوية في يوليو الماضي، كانت من دول أوروبا الشرقية، وعلى رأسها أوكرانيا وبيلاروسيا ورومانيا والتشيك وصربيا والمجر.
عودة روسية
ومن المقرر أن تبدأ روسيا تسيير رحلات إلى شرم الشيخ ومرسى علم والغردقة مطلع يونيو، بعد توقف لأكثر من 6 سنوات.
وتوقع مصدر مسؤول في وزارة السياحة المصرية، بحديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن تتراوح أعداد السياح الروس المنتظر توافدهم على مصر خلال النصف الثاني من 2021، بين 500 ألف إلى مليون سائح.
وأضاف المصدر أن أعداد الغرف الفندقية المتاحة حاليا وفقا لضوابط التشغيل، التي تتيح للفنادق إشغال 50 بالمئة فقط من طاقتها الاستيعابية، كافية لاستقبال السياح الروس في الشهور المقبلة".
من جانبه، قال محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن نسبة الإشغال السياحي بالغردقة تخطت النصف عما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
وأشار حنفي إلى أنه تم التعاقد على 7 رحلات يومية لصربيا، حتى سبتمبر المقبل، بخلاف 5 رحلات أخرى لشركات مصرية لنقل السياح لمدينة الغردقة.
ذروة الموسم
وأجمع خبراء في القطاع السياحي بتصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أن الـ3 أشهر الأخيرة من العام الجاري ستكون الأعلى في أعداد السياح الوافدين لمصر خلال 2021.
وقال عضو جمعية مستثمري السياحة في جنوب سيناء، الدكتور عاطف عبد اللطيف، إن الحركة السياحية الوافدة من روسيا إلى مصر ستكون "تدريجية وتصاعدية".
وأوضح أنها تبدأ بتوافد ضعيف نسبيا بين شهري يونيو وسبتمبر، وترتفع في منتصف أكتوبر، لتحقق الانتعاشة المنتظرة خلال آخر 3 أشهر من العام الجاري.
وأشار عبد اللطيف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن عودة السياحة الروسية لمصر "سيتبعها عودة أسواق أخرى من أوروبا ومن دول كازاخستان وأوزباكستان وجورجيا ودول أخرى، مما يعزز الثقة في المقصد السياحي المصري بين دول الاتحاد الأوروبي، ويشجع العديد من الدول مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وحسب تقديرات رسمية، فقد بلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا مصر منذ يوليو 2020 حتى أبريل الماضي، نحو 3.5 مليون سائح، حققوا إيرادات سياحية بلغت نحو 3.2 مليار دولار.
السياحة الثقافية
وبخلاف السياحة الشاطئية، تستعد محافظة الأقصر التي تضم ثلث آثار العالم لاستقبال وفود من دول أوروبية، وسائحي إسبانيا والولايات المتحدة ذات الإنفاق العالي.
وأشاد رئيس لجنة التسويق السياحي بالأقصر، محمد عثمان، بالإجراءات الوقائية لاستعادة السياحة في الأقصر. وقال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن أول وفود السياحة الإسبانية ستعود في أغسطس المقبل، والأميركية ستصل في سبتمبر واليابانية في نوفمبر.
كما لفت إلى أن رومانيا ستسير رحلة طيران يوميا إلى الأقصر قريبا.
استقبال رحلات سعودية
وتواصل منتجعات مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، استقبال الرحلات السياحية القادمة من السعودية، مما يبشر بعودة قوية للسياحة العربية، حيث تصنف المملكة ضمن أول 10 دول في تصدير السياحة لمصر.
وقال عضو لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية، هشام الشاعر، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحركة السياحية الوافدة من السوق العربي تمثل 20 بالمئة من إجمالي ما كانت تستقبله مصر قبل ظهور كورونا.
وأوضح الشاعر أنه بخلاف السياحة الروسية والعربية، فإن هناك اتجاها قويا للعديد من الدول الأوروبية، لتسيير رحلاتها السياحية إلى مصر خلال الشهور المقبلة.
جهود حكومية
وأكدت وزيرة الصحة المصرية تطبيق الإجراءات الاحترازية بالحجر الصحي في جميع منافذ دخول البلاد، التي تتضمن فحص الحمض النووي السريع (ID NOW) لجميع الوافدين إلى مصر من دول ظهرت بها تحورات للفيروس، ومنع دخول القادمين إلى البلاد إلا بعد الحصول على شهادة PCR تفيد الخلو من كورونا.
ووفق وزارة الصحة المصرية، فقد تمت "مناظرة" 927 ألفا من القادمين من الخارج بالحجر الصحي بمنافذ الدخول الجوية والبحرية في البحر الأحمر، كما تم إجراء 104 آلاف و91 تحليل pcr لمن لم يجرها قبل دخول البلاد، من خلال عيادة الوصول الدولي بالمطار.
وأمدت السلطات الصحية في مصر الحجر الصحي بالمطارات والموانئ البحرية بـ 4 أجهزة (ID NOW COVID-19)، وأكثر من ألف كاشف لإجراء تحليل الحمض النووي للقادمين من خارج البلاد، لسرعة الكشف عن أية إصابة بفيروس كورونا.
اهتمام رئاسي
ويحظى ملف تنشيط وعودة السياحة إلى مصر باهتمام رئاسي بالغ، إذ كان على طاولة اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أيام، مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار خالد العناني.
واستعرض السيسي جهود استئناف الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، بما فيها معدلات الرحلات والسياح الأجانب خلال الفترة الماضية في جنوب سيناء والبحر الأحمر، التي تعد جيدة مقارنة بالمعدلات العالمية التي تأثرت بجائحة كورونا.
واطّلع الرئيس المصري على الحزم التحفيزية المقدمة لدعم قطاع السياحة، ومستجدات أنشطة السياحة وافتتاح سلسلة متاحف متنوعة، والخطوات التنفيذية للمتحف المصري الكبير، ومشروع تطوير طريق الكباش بالأقصر.