تفرض جملة من الملفات السياسية والاقتصادية المُهمة نفسها على طاولة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، خلال زيارته رفقة وفد وزاري إلى إيطاليا، الاثنين 31 مايو.

ذلك في خط متواٍ مع الزيارات الخارجية للمسؤولين الليبيين لتعزيز وتطوير التعاون الخارجي، في إطار عودة ليبيا إلى العالم؛ استثمارا لما شهدته من خطوات على طريق الاستقرار الداخلي، وفي ظل التحضير للانتخابات بنهاية العام الجاري.

تجمع إيطاليا وليبيا جملة من الملفات، بناء على علاقات ذات جذور تاريخية واسعة، يسعى البلدان لاستثمارها وتعزيزها، بما يخدم مصالحهما، لا سيما فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية، وبخاصة في قطاعي النفط والبنية التحتية وملف إعادة الإعمار. إضافة إلى الملفات السياسية والأمنية المختلفة، وفي القلب منها ملف الأوضاع الداخلية في ليبيا وملفات المرتزقة والميلشيات، إضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية.

أخبار ذات صلة

"ليبيا الجديدة" تقدم نفسها للشركات الإيطالية بمؤتمر اقتصادي
الرئيس التونسي: نقف بجانب الليبيين لإعادة بناء الدولة

حقبة جديدة

وتأتي الزيارة في ظل سعي حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا إلى توطيد علاقات الصداقة مع إيطاليا ويضاف لذلك استثمار الأجواء الإيجابية التي تعيشها ليبيا لاستئناف مسيرة التنمية والإعمار، فضلا عن استحداث مشروعات جديدة.

هذا ما يؤكده في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية السياسي الليبي أحمد الصويعي، والذي يشير إلى أنه "ستتم مناقشة سبل تنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال عقد منتدى أعمال للشركات الإيطالية وإتاحة الفرصة لإيطاليا للمشاركة في إعادة الإعمار في ليبيا، خاصة فيما يتعلق بإعمار مطار بنغازي وإنجاز المشروعات المتوقفة، وأبرزها مشروع الطريق الساحلي السريع الذي سيربط شرق البلاد بغربها".

وفي السياق ذاته، بحسب الصويعي، سيتم التطرق لتوسيع آفاق الاستثمار والتعاون الاقتصادي مع إيطاليا. ويشير السياسي الليبي إلى أن "الظروف في ليبيا مواتية لتحقيق الازدهار الاقتصادي  واعتماد آليات التنفيذ والمتابعة لحزمة متكاملة من الأولويات المشتركة للدولتين والتي ستصاغ من قبل القادة في ليبيا وإيطاليا، مع التأكيد على أهمية تطوير التعاون بين الجانبين الليبي والإيطالي خلال الفترة المقبلة في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتصل بإنتاج الطاقة والابتكار والبحث والاستفادة من الخبرات الإيطالية في مجال الاقتصاد".

برنامج عمل

تنبع أهمية الزيارة كونها ستضع جدول  وبرنامج عمل  زمني محدد لتحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية والتجارية والمالية، بالاضافة لمشروعات البنية التحتية، وكذلك اختيار القطاعات التي تتيح فرص استثمارية واعدة، والتي من الممكن لرجال الأعمال في البلدين الاستثمار فيها، لا سيما تلك التي تشكل محور الارتكاز للموضوعات المشتركة، وذلك بهدف مناقشتها ضمن أجندة الزيارة المرتقبة، وفق الصويعي.

وذلك إلى لجانب مناقشة قضية  الهجرة غير الشرعية وبحث إمكانية الحد منها، ووضع معالجة مناسبة لهذه القضية التي تمثل تحدياً مشتركاً للبلدين بشكل خاص ولأوروبا على نحو عام.

ومن جملة الملفات السياسية والاقتصادية المُهمة التي تفرض نفسها على طاولة الزيارة، ما يتعلق ببحث إمكانية جلب خبرات إيطالية للعمل في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، لا سيما جنوب البلاد، فضلاً عن ملفات البنية التحتية، وبشكل خاص طريق طرابلس-بنغازي السريع، بتنفيذ شركات إيطالية، فضلاً عن بحث ملف "الصيد" وإمكانية الانخراط في مشاريع مشتركة ليبية إيطالية.

وعلى الصعيد السياسي، تفرض التطورات الداخلية في ليبيا نفسها على الطاولة، لمناقشة الوضع العام في ليبيا، والملفات ذات الأولوية، وفي مقدمتها ملف المرتزقة والميلشيات، وملف إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل. في خطٍ متوازٍ مع مناقشة ملف الهجرة غير الشرعية، باعتبار ليبيا دولة عبور للهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى أوروبا.

اتفاقيتان

ونقلت وكالة نوفا الإيطالية، عن مصادر من روما، أنه سوف يتم  توقيع اتفاقيتين خلال زيارة الدبيبة إلى العاصمة الإيطالية؛ الأولى مرتبطة بانتقال الطاقة من أجل تعزيز الشراكة القوية في القطاع، والثانية متعلقة بحماية التراث الأثري.

وتحدثت الوكالة فيما يخص قطاع الطاقة، عن اتفاق طويل الأجل بين البلدين "قد يشمل إنشاء محطات جديدة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة في فزان (منطقة تاريخية في الجنوب الغربي من ليبيا)". في الوقت الذي نقلت فيه أيضاً أن الزيارة التي يشارك فيها وزراء ليبيون، تشهد مباحثات حول المواطنين المدانين من كل من البلدين، من أجل قضاء عقوباتهم في بلدانهم الأصلية.

ويشير المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن"الزيارات المكوكية بين المسؤولين الليبيين والإيطاليين قديمة جديدة، لكنها إجمالاًتصب في مصلحة البلدين".

وخص الفيتوري ملفات "التبادل الاقتصادي والتجاري والتمثيل الدبلوماسي" كأبرز ملامح التعاون بين ليبيا وإيطاليا بشكل خاص، وذلك على هامش زيارة الدبيبة إلى إيطاليا. لكنّه بموازاة ذلك، يسجل تحفظاً بخصوص ما وصفه بـسياسة "الهروب للأمام"، والتي فسرها بغياب رئيس الحكومة عن الاستعراض العسكري الضخم في بنغازي، وفي مقابل ذلك يواصل زياراته الخارجية.

ويشهد الدبيبة خلال زيارته إلى روما حضور الحدث الاقتصادي "ليبيا الجديدة تقدم نفسها للشركات الإيطالية"، وذلك بمقر وزارة الخارجية الإيطالية، وبحضور الشركات الإيطالية المؤهلة لتعزيز عملها في ليبيا في مختلف القطاعات.

وبحث الدبيبة، الجمعة، مع وزيري خارجية إيطاليا لويجي دي مايو، ومالطا إيفاريست بارتولو، ومفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع أوليفر فاريلي، سبل إيجاد حلول مستدامة وأكثر شمولية للتخفيف من أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.