للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، أحبط التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، السبت، هجوما حوثيا باستخدام زورقين مفخخين ، الأمر الذي يبرز تنامي التهديد الذي تشكله الميليشيات الموالية لإيران على البحر الأحمر وحركة الملاحة فيه.

تصاعد الهجمات الإرهابية لميليشيا الحوثي في البحر الأحمر، يأتي رغم المفاوضات التي يقودها في الوقت الراهن المبعوث الدولي مارتن غريفيث، ومعه مبعوث الولايات المتحدة، تيم ليندركينغ، من أجل وقف إطلاق النار في اليمن.

واعتبر محللون سياسيون تحدثوا لموقع"سكاي نيوز عربية" أن التصعيد الحوثي في المناطق باليمن يعرقل فرص الحل السياسي وإنهاء الصراع في البلاد الذي دخل عامه السابع.

ويقولون إن الحوثيين  يراوغو ويتنصلون من الاتفاقات الدولية والإقليمية.

وقال المحلل السياسي اليمني مصطفى نصر إن تصعيد ميليشيا الحوثي عملياتها الإرهابية في محافظة الحديدة خرق لاتفاق ستوكهولم الذي يمنع أي عمليات عسكرية في هذه المحافظة، وذلك يعد تهديد واضح من جانب هذه الجماعة "المارقة" للملاحة الدولية يجب التصدي له ووقفه بكل الطرق.

محاولة تقتل الحل السياسي

وأضاف نصر لـموقع "سكاي نيوز عربية" أن هدف الميليشيات الحوثية من تصاعد العمليات العسكرية سواء في البحر الأحمر أو الإصرار على مواصلة القتال في مأرب هو فرض شروطهم إذا ما ذهبوا إلى طاولة المفاوضات، وذلك يقتل أي فرص لحل سياسي قريب في أزمة اليمن.

وتابع أنه حان الآن للمجتمع الدولي ممارسة ضغط حقيقي على جماعة الحوثي الانقلابية لأنها أصبحت لا تهدد اليمن وحده ولكن المنطقة والعالم كله من خلال هجماتها الإرهابية في البحر الأحمر بهدف فرض الأجندة الإيرانية.

ومن جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية سالم اليامي إن التحالف العربي يساعد اليمنيين بكل قوة لاستعادة دولته من هذه الميليشيات الحوثية الانقلابية، كما أنه يسعى بكل الطرق لإعادة دولة اليمن إلى النظام والاستقرار، وهو ما يعرقله الحوثيين بتصعيد عملياتهم الإرهابية سواء في البحر الأحمر أو مأرب.

وأضاف اليامي لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الذي يمنع السلام حتى الآن في اليمن هو إصرار ميليشيا الحوثي على التوغل في البلاد بهدف استمرار خطف الدولة والنظام والسلطة وحرية الشعب اليمني، وعلى المجتمع الدولي أن يعي أن استقرار دولة اليمن لن يأتي في ظل وجود جماعة الحوثي وإنما في الدولة والنظام.

أخبار ذات صلة

التحالف العربي يحبط هجوما حوثيا وشيكا في البحر الأحمر
التحالف العربي يحبط هجوما حوثيا في البحر الأحمر

 حجمها الطبيعي يقلقها

وعن تصعيد الحوثيين للعمليات حاليا، أوضح الباحث في العلاقات الدولية أن الميليشيا الحوثية تخاف أن تواجه الحقائق على الأرض، بمعنى أنها إذا ذهبت إلى المفاوضات ستعود إلى حجمها الطبيعي كجزء ليس له أي تأثير سواء على نطاق المجتمع السياسي اليمني أو حتى المجتمع الإقليمي، كما أن إيران تلعب حتى اليوم دوراً بارزاً في استمرار هذه الجماعة على هذا النهج التصعيدي ضد الدولة اليمنية.

وتابع اليامي أن الأوامر الإيرانية تدفق لهذه الميليشيات بالتصعيد وعدم التقدم أي خطوة نحو السلام، بهدف أن يجني الوكيل الإيراني أكبر مكاسب سياسية في المفاوضات التي يقوم بها مع الدول التي تتحاور معها بخصوص الشأن النووي الإيراني،

وقال: "يريد الإيراني أن يقول للأطراف العربية أنه بيده وقف الصراع في اليمن"، مضيفا "الميليشيات الحوثية مزودة بالسلاح الإيراني، وهناك تقارير روسية تقول إن من يشرفون وينفذون إطلاق ما يسمى بالمسيرات والصواريخ البالستية ليسوا من بنية المجتمع اليمني ولكنهم مدربون إيرانيون".

وأكمل اليامي أن التحالف العربي يتمسك بأن تسير المباحثات السياسية في إطارها الصحيح، ولا يمكن في يوم من الأيام أن يأتي فاعل ما دون الدولة (ميليشيا الحوثي) ويحاول اختطاف السلطة في بلد مثل اليمن ذو تاريخ سياسي عريق

وأردف: "لا يمكن أن يكون هناك إقراراً لهذا النموذج الغير شرعي الذي ينظر إلى نفسه "بدونية" لأنه يعرف حجمه، ولا ينطلق من منطلق الدولة أو النظام السياسي الذي ممكن أن يضيف أي شيء إيجابي لدول المنطقة على مستوى التعاون والاستقرار والتنمية ولكنه يبحث عن الحرب".

ونوه إلى أن "ميليشيا الحوثي تنفذ لأجندة إيرانية غريبة على المنطقة العربية، ومن هذا المنطق مهما كان هناك من تصعيد لهذه الجماعة الانقلابية بدعم لا محدود من إيران، فإن اليمنيين أنفسهم يرفضون أن يكونوا تابعين، لأن العلاقة مع طهران هي علاقة تبعية، ولا تجد إيران في الشعب اليمني من يمكن أن يقبل بكل هذه التبعية وأن يرفع شعاراتها ويستنسخ سياساتها (...)".

وزاد اليامي أن الحوثيين يرفضون أي مبادرة للسلام بدافع إيراني، ولا يزال حسن إيرلو يدير العمليات الإرهابية في البلاد تحت مسمى "السفير الإيراني"، وعندما تنظر إلى مواقف الدول الكبري ستجد أن الجميع يدفع إلى عملية السلام، على ما يقول اليامي

وتابع: "لكن عندما تنظر إلى جماعة الحوثي التي تختطف السلطة تجد أنها تسير عكس الاتجاه والواقع ورغبات اليمنيين في السلام بغية تحقيق أهداف إيران الداعمة والمغذية لهذه الميليشيات".

وعن مستقبل المفاوضات الجارية حالياً، قال اليامي إن: "كل هذه الدلائل تجعلنا غير واثقين في سلام حقيقي في اليمن، وأعتقد أن الحوثيين لم يذهبوا إلى مفاوضات لأنهم لديهم عقيدة عدم القبول بأي شروط، لذلك هم مستمرون في التصعيد".